مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وطول ساعات النهار، تزداد معاناة المصابين بالصداع النصفي، إذ تشير الأبحاث والتجارب السريرية إلى أن هذا الفصل تحديدًا يُشكل موسمًا حافلًا بالنوبات المتكررة والشديدة من الصداع، لكن الخبر السار هو أن الأطباء يؤكدون أن بعض التعديلات اليومية والعادات الصحية البسيطة قد تكون كافية لتقليل حدّته أو حتى الوقاية منه.
بحسب الدكتور أديتيا كولكارني، استشاري طب الأعصاب في مستشفى مانيبال، فإن الجفاف هو أحد الأسباب الرئيسية لزيادة نوبات الصداع النصفي صيفًا، حيث يؤدي إلى زيادة لزوجة الدم وتنشيط مستقبلات الألم في الدماغ، وأضاف أن الحساسية للضوء، الناتجة عن أشعة الشمس القوية، هي أيضًا من المحفزات الشائعة.
أعراض الصداع النصفي لا تقتصر على الألم فقط، بل تشمل الغثيان، القيء، والحساسية المفرطة للضوء والصوت، مما يُضاعف من حدة الانزعاج لدى المريض.
أما الدكتور براديب كومار شارما، فقد نوّه إلى أن الصيام في الصيف يزيد من خطر التعرض للجفاف، مما يُفاقم احتمالات الإصابة بالنوبة، وأشار إلى أن قلة النوم، التوتر، وسوء التغذية تُعدّ عوامل إضافية قد تُساهم في ظهور الأعراض.
وفي هذا السياق، قدمت الدكتورة جايانتي خورا مجموعة من النصائح المفيدة، أبرزها تجنّب التعرض المباشر للشمس، ارتداء القبعات أو استخدام الأوشحة لحماية الرأس، بالإضافة إلى أهمية ارتداء النظارات الشمسية التي تقلل من تأثير الأشعة فوق البنفسجية وتحمي العين من التحفيز الزائد.
شرب كميات كافية من الماء يوميًا (8-10 أكواب) يُعد من الخطوات الأساسية، مع تجنّب المشروبات الغنية بالكافيين مثل القهوة والصودا، واستبدالها بمشروبات طبيعية مرطبة مثل ماء جوز الهند، عصير الليمون، اللبن الرائب، والعصائر الموسمية.
كما يُوصي الأطباء بالتركيز على التغذية السليمة، الغنية بأحماض أوميغا 3، المغنيسيوم، وفيتامين B2، من خلال تناول الأسماك الدهنية، الخضروات الورقية، ومنتجات الألبان. ولا يقل تنظيم النوم أهميةً عن باقي التدابير، فهو أحد مفاتيح السيطرة على الصداع النصفي.
