كشفت سامية سامي رئيس بعثة الحج السياحي، عن تفويج قرابة 2900 حاج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، استعدادًا لتصعيدهم مساء غد الأربعاء، إلى مشعر عرفات، ضمن خطة دقيقة تنفذها غرفة عمليات مركزية لا تهدأ.
وقالت ساميّ إن فرق البعثة تنتشر ميدانيًا منذ الساعات الأولى، لمتابعة جاهزية الحافلات ومراكز التجمع، والتأكد من تسليم الحجاج بطاقة “نسك” الذكية، والتي أصبحت البوابة التنظيمية الوحيدة للتحرك داخل المشاعر المقدسة. وأضافت: “لن يُسمح لأي حاج بالصعود إلى عرفات دون البطاقة، فهي ليست مجرد تعريف، بل وسيلة أمان وتنظيم”.
وتقوم البعثة بالتنسيق مع الشركات السياحية لتقديم الدعم والرعاية الصحية للحالات المرضية، حيث جرى تجهيز خطة طبية موازية لتصعيد الحجاج أصحاب الظروف الصحية الحرجة، بالتعاون مع المستشفيات الميدانية.التي تم الإعلان عنها من قبل المملكة.
وتُصدر اللجنة المركزية في البعثة تحديثات مستمرة تتلقاها من الجانب السعودي عبر منصة “نسك”، وتُعمم على الفور على الشركات السياحية، إلى جانب إرسال تنبيهات ميدانية بضرورة التزام الحجاج بالبقاء داخل المخيمات يوم عرفة من الساعة العاشرة صباحًا حتى الرابعة عصرًا، في ظل الارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة، تفاديًا للإجهاد الحراري أو أي حالات طارئة.
في الوقت نفسه، وجّه وزير الحج والعمرة السعودي، الدكتور توفيق الربيعة، تحذيرًا واضحًا خلال لقائه رؤساء بعثات الحج الرسمية من مختلف الدول، مؤكدًا أن “المشي العشوائي من عرفات إلى مزدلفة يُعرض أرواح الحجاج للخطر، ويُربك خطط التفويج”، مشددًا على استخدام وسائل النقل الرسمية فقط.
كما أكد الربيعة أن موسم الحج هذا العام سيشهد رقابة صارمة على حمل التصاريح الرسمية وبطاقة “نسك”، في إطار خطة محكمة لضبط الأداء وضمان سلامة ضيوف الرحمن.
وفي الوقت الذي تتحرك فيه الحافلات بين مكة والمدينة، وتتأهب عرفات لاستقبال أفواج الحجيج، تستمر البعثة السياحية المصرية في اختبارها السنوي الأهم: أن يكون التنظيم في خدمة الشعائر، وأن تصل قلوب الحجاج إلى عرفات بسلام قبل أن تصل أقدامهم.