سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي، والتي فارقت عالمنا اليوم، تاركة إرثا إبداعيا وفنيا، في المسرح والسينما، الدراما التلفزيونية والإذاعية، أثرت خلالها الوجدان المصري بأعمال إبداعية لا تنسي.
5 مسرحيات عالمية قدمتها سميحة أيوب
في كتابه، "سميحة أيوب.. طريق المجد والأشواك"، والصادر عن الدورة الـ 17 للمهرجان القومي للمسرح، "دورة الفنانة سميحة أيوب"، يذكر الناقد الفني الأمير أباظة، أن الفنانة القديرة سميحة أيوب، صاحبة رصيد مسرحي يصل إلى 170 مسرحية، كما أنها تكاد تكون - إن لم تكن - الفنانة العربية الوحيدة التي وصلت إلى عالمية المسرح، حيث قدمت 5 مسرحيات مع مخرجين من ألمانيا وروسيا وإنجلترا وفرنسا... كما وقفت على خشبة مسرح أوبرا باريس.
أدارت سميحة أيوب المسرح القومي لمدة 14 عامًا، وهذه أطول مدة لمسرحي أدار فيها المسرح القومي، حتي قدمت استقالتها وقبل خمسة سنوات بلوغ سن التقاعد الوظيفي.
وكان من أهم ما قدمت في فترة رئاستها مسرحيات «فيدرا» و«أنطونيو وكليوباترا» و«رابعة العدوية» و«الأستاذ.»
سميحة أيوب: المنصب قد يصنع بطلًا بين الأقزام
ويضيف “أباظة”: بكلمات للشاعر فاروق جويدة اختزلت سميحة أيوب المواقف، حيث قالت في أثناء كلمتها بعد تكريمها من قبل وزارة الثقافة بعد تقديمها للاستقالة عام 1987 «المنصب قد يصنع بطلًا بين الأقزام، ويضيع المنصب في يوم وتدوس علية الأقدام.»
ولو كانت أيقونة المسرح العربي تقدم أعمالًا هزلية للتسلية أو للهو، أو أعمالًا عادية كغيرها ما تم ترشيحها للعمل في الإذاعة المصرية، وكان الصوت النسائي الوحيد الذي يعمل بالإذاعة وقتها هي الفنانة الكبيرة زوزو نبيل، وكان لديها تخوف كبير مما تسمعه عنها، وحينما قابلتها وجدتها سيدة لطيفة وجميلة للغاية، فقد ساعدتها كثيرا، خاصة أن الخوف كان يتملكها بمجرد دخول الإذاعة، وكشفت الفنانة الكبيرة إلى أن اسمها في الإذاعة كان سميحة سامي، لأن عائلتها كانت ترفض عملها بالفن.
وخلال مسيرتها الوظيفية كانت لها مواقف لا تنسي، خاصة بعد ضم فرقة المسرح الحديث للفرقة القومية، وثورتها مع زملائها ضد هذا القرار خاصة أنه تمت إقالة الفنان زكي طليمات وتعيين الفنان يوسف وهبي بديلا عنه.. وقتها هاجمت الفنان يوسف وهبي كثيرا في الصحف، وفي إحدى المرات طلب مقابلتها فرفضت فجاء يسألها ماذا بك يا سميحة أنا متوسم فيك موهبة كبيرة وسترين تقديري لك أنت وأمينة رزق، وبالفعل رشحهما لبطولة مسرحية "أعظم امرأة" التي حققت نجاحا كبيرا.
بعد عودة الفنانين من بعثاتهم في إيطاليا وفرنسا سعد أردش وكرم مطاوع بدأوا في تقديم مزيج من المسرح الإيطالي والفرنسي.
سميحة أيوب مخرجة لـ 5 مسرحيات
قامت سميحة أيوب بإخراج 5 أعمال مسرحية، وكانت التجربة الأولى «مقالب عطيات» التي كان من المقرر أن يخرجها الفنان عبد الرحمن أبو زهرة، وبعدما قام بتوزيع الأدوار سافر الأردن لفترة واستمر سفره فأسند إليها مدير المسرح عملية الإخراج وأخرجتها بنفس طريقة إخراج زكي طليمات، فقامت برسم كل حركة ورقمتها ونجحت نجاحا كبيرا، لدرجة إن سمير خفاجة قال لها اخرجي لي مسرحية إلا إنها اعتذرت.
وكشفت سميحة أن الكاتبة الكبيرة فتحية العسال قدمت لها عرضين مسرحيين هما «ليلة الحنة»، و"الخرساء"، مشيرة إلى أنها لم تتحمس للعرض الثاني، وتحمست كثيرا لــ "ليلة الحنة»، التي حققت نجاحا وتم تسجيلها وعرضها بمسرح التليفزيون. كل هذه التجارب كانت تجارب عظيمة.