سميحة أيوب.. إسدال الستار على مسيرة سيدة المسرح العربي

سميحة أيوب.. إسدال الستار على مسيرة سيدة المسرح العربي
سميحة
      أيوب..
      إسدال
      الستار
      على
      مسيرة
      سيدة
      المسرح
      العربي

 ودع الوسط الفني اليوم واحدة من أعمدته الراسخة، حيث توفيت منذ قليل الفنانة القديرة سميحة أيوب عن عمر ناهز 93 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء استمرت لأكثر من سبعة عقود، تركت خلالها بصمة خالدة في قلوب الجماهير وعشاق المسرح والفن العربي.

ولدت الفنانة القديرة سميحة أيوب في حي شبرا العريق بمحافظة القاهرة في 8 مارس 1932، وتُعد واحدة من أبرز رموز الفن المصري والعربي، حيث تمتد مسيرتها الفنية لأكثر من 77 عامًا، ما يجعلها صاحبة أطول تاريخ فني في السينما والمسرح والتلفزيون بالوطن العربي.

بدأت خطواتها الأولى في عالم الفن وهي في الخامسة عشرة من عمرها، من خلال مشاركتها في فيلم "المتشردة" عام 1947، لتلحقه بعد ذلك بفيلم "حب" عام 1948، ثم واصلت تألقها في أعمال "شاطئ الغرام" 1950، و"ورد الغرام" 1951، لتصبح خلال فترة قصيرة واحدة من نجمات الصف الأول في السينما.

في عام 1949، التحقت سميحة أيوب بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي أنشأه الفنان الكبير زكي طليمات، حيث تتلمذت على يديه، وتمكنت من صقل موهبتها بالتعليم الأكاديمي إلى جانب خبرتها العملية المتزايدة في التمثيل، وتخرجت منه عام 1953.

وعلى مدار مشوارها الحافل، انضمت إلى فرقة المسرح القومي، وتولت إدارته مرتين بين عامي 1975 و1989، كما ترأست المسرح الحديث خلال الفترة من 1972 حتى 1975. 

قدمت سميحة أيوب على خشبة المسرح ما يقرب من 170 عرضًا مسرحيًا، ومن أبرزها  الأيدي الناعمة 1954، كسبنا البريمو 1959، رابعة العدوية، سكة السلامة، دماء على أستار الكعبة، تلميذ الشيطان 1960، العباسة 1963، كوبري الناموس 1964 و1980، سكة السلامة 1964، بير السلم (1966)، مصرع كليوباترا 1968، مقالب عطيات وحبيبتي شامينا 1972، العمر لحظة 1974، أنطونيو وكليوبترا 1976، ست الملك 1978، الخديوي 1993، الناس اللي في التالت 2001، في عز الظهر 2003، قريب وغريب والشبكة 2005.

مسيرة سميحة أيوب

لم يُطلق عليها لقب "سيدة المسرح العربي" من فراغ، بل استحقت هذا اللقب عن جدارة، فهي إحدى الرائدات اللواتي قدمن للفن العربي صورة راقية وأصيلة، وقد قدمت العشرات من الأعمال المسرحية والدرامية والسينمائية التي ناقشت قضايا المجتمع ، وكانت دائمًا مثالًا للفنانة الواعية بدورها الثقافي والتنويري، ووقفت بجانب الأجيال الجديدة، تشجعهم وتنقل لهم خبرتها الطويلة بروح الأم والمعلمة.

كانت الراحلة تعتز كثيرًا بالتكريمات التي حصلت عليها، وعلى رأسها تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وصفته بأنه الأقرب لقلبها، إلى جانب تكريم المهرجان القومي للمسرح المصري الذي حملت إحدى دوراته اسمها، وأعربت مرارًا عن سعادتها باهتمام الدولة بالفن والفنانين، واعتبارهم "الأيدي الناعمة" التي تنشر الوعي والثقافة.

ورغم ابتعادها النسبي في السنوات الأخيرة، أكدت في أكثر من تصريح أنها لم تعتزل، بل كانت تنتظر النصوص التي تستحق تاريخها، رافضة أن تظهر في عمل لا يليق بمسيرتها، كانت تؤمن بأن المسرح لا يُمكن أن ينهض إلا بجهد حقيقي وموهبة صادقة تتجاوز السعي وراء المادة.

مواقف سميحة أيوب

كانت سميحة أيوب ترفض الأعمال التي تروج للعنف أو البلطجة، واعتبرت أن الفن الحقيقي هو الذي يناقش القضايا الإنسانية والاجتماعية بعمق وصدق، وعبرت عن إعجابها بالتجارب الدرامية التي تقرّب الأجيال من بعضها البعض وتعكس نبض المجتمع.

تحدثت سميحة أيوب كثيرًا عن تأثير الفنانة الراحلة أمينة رزق عليها، ووصفتها بأنها مدرسة فنية قائمة بذاتها، كما أشادت بتجربتها مع النجم الراحل ممدوح عبد العليم في مسلسل الضوء الشارد، واعتبرته من أقرب الأعمال إلى قلبها.

قبل رحيلها، كانت سميحة أيوب قد وصلت لحالة من الرضا التام عن كل ما قدمته، معبرة عن فخرها بتاريخها وامتنانها لما حققته من نجاحات، مؤكدة أنها عاشت في خدمة الفن والثقافة طوال حياتها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تردد قناة MBC مصر 2 HD لمشاهدة مباريات كأس العالم للأندية 2025.. شاهد مباراة بالميراس وبورتو الآن
التالى أسعار طن الأرز الشعير اليوم الثلاثاء 3 من مايو 2025