منذ تأسيسها في عام 1928، تبنت جماعة الإخوان الإرهابية نهجًا يعتمد على العنف والتصفية السياسية لتحقيق أهدافها، ولم تقتصر ممارساتها على مواجهة الدولة فحسب، بل امتدت لتشمل استهداف الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، في محاولة لفرض هيمنتها على الساحة السياسية المصرية.
تُظهر ممارسات جماعة الإخوان المحظورة أن العنف كان ولا يزال أداة رئيسية في استراتيجيتها للهيمنة على المشهد السياسي، من الاغتيالات السياسية إلى دعم الجماعات المسلحة، استخدمت الجماعة كافة الوسائل لإقصاء خصومها وتعزيز نفوذها، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار السياسي والأمن الوطني.
الاغتيالات السياسية: تصفية الخصوم طقس معتاد
منذ أربعينيات القرن الماضي، لجأت الجماعة إلى الاغتيالات كوسيلة لإقصاء معارضيها.. من أبرز هذه العمليات:
- اغتيال رئيس الوزراء أحمد ماهر باشا عام 1945 داخل البرلمان.
- اغتيال المستشار أحمد الخازندار عام 1948، بسبب أحكامه ضد عناصر الجماعة.
- اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا في ديسمبر 1948، بعد قراره بحل الجماعة.
- محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في ميدان المنشية عام 1954.
هذه العمليات كشفت عن استعداد الجماعة لاستخدام العنف ضد أي شخصية سياسية تعارض توجهاتها.
استهداف الأحزاب المنافسة: اختراق وتصفية
سعت الجماعة إلى اختراق الأحزاب السياسية المنافسة، مستخدمة المال والنفوذ للسيطرة على قراراتها.. على سبيل المثال:
- محاولة اختراق حزب "مصر القوية" بقيادة عبد المنعم أبو الفتوح، من خلال دفع عناصر إخوانية للانضمام إليه والتأثير على قراراته.
- السيطرة على حزب "الوسط" باستخدام التمويل، مما أدى إلى تحول الحزب إلى أداة دعائية للجماعة.
هذه الاستراتيجيات كانت تهدف إلى إضعاف الأحزاب المنافسة وتعزيز نفوذ الجماعة في المشهد السياسي.
التحريض على العنف بعد 2013: استهداف القوى الوطنية
بعد عزل محمد مرسي في 2013، صعّدت الجماعة من أعمال العنف ضد الأحزاب والقوى السياسية المعارضة لها. شملت هذه الأعمال:
- التحريض على التظاهرات العنيفة ضد الأحزاب الوطنية.
- استهداف مقار الأحزاب والاعتداء على أعضائها.
- استخدام وسائل الإعلام لنشر الأكاذيب والشائعات لتشويه صورة الأحزاب المنافسة.
هذه الأعمال كانت تهدف إلى زعزعة الاستقرار السياسي وإضعاف القوى الوطنية.
دعم الجماعات المسلحة: "حسم" و"لواء الثورة"
أنشأت الجماعة تنظيمات مسلحة مثل "حسم" و"لواء الثورة" لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية.. من أبرز هذه العمليات:
- اغتيال العميد عادل رجائي في أكتوبر 2016.
- تفجير مركز تدريب للشرطة في طنطا في أبريل 2017.
هذه التنظيمات كانت تهدف إلى نشر الفوضى وإضعاف مؤسسات الدولة والأحزاب الوطنية.
استغلال الأزمات: التحريض والتشويه
استغلت الجماعة الأزمات السياسية والاقتصادية للتحريض ضد الأحزاب والقوى السياسية. شملت هذه الاستراتيجيات:
- نشر الشائعات لتشويه صورة الأحزاب الوطنية.
- التحريض على التظاهرات والإضرابات لإضعاف الحكومة والأحزاب الموالية لها.
- استخدام وسائل الإعلام لنشر الأكاذيب وتضليل الرأي العام.
هذه الأساليب كانت تهدف إلى تقويض الاستقرار السياسي وتعزيز نفوذ الجماعة.