وأعلن كبير المفاوضين الروس، فلاديمير ميدينسكي، أن موسكو قدّمت مذكرة للجانب الأوكراني تتضمن ما وصفه بـ"خطوات نحو وقف إطلاق نار شامل"، مشيرًا إلى مقترح روسي بوقف إطلاق نار لمدة "يومين أو ثلاثة أيام في مناطق محددة"، دون أن يحدد طبيعة هذه المناطق أو مواقعها.
في المقابل، شدد المسؤولون الأوكرانيون على أن أي تقدم جوهري لا يمكن تحقيقه دون وقف شامل لإطلاق النار، حيث نقل المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، هيورهي تيخي، موقف بلاده قائلًا: "للدبلوماسيين حرية الكلام عندما تصمت المدافع".
ورفض الوفد الأوكراني الإفصاح عن محتوى المذكرة الروسية، مؤكدًا أنهم اطّلعوا عليها لأول مرة خلال الاجتماع، وأن دراستها تتطلب وقتًا قبل تقديم رد رسمي.
تشكيك أوكراني في جدية المفاوضات
وشكّكت كييف مجددًا في جدية الجانب الروسي حيال التفاوض، مشيرة إلى أن نتائج اللقاء لم تخرج عن إطار القضايا الإنسانية، مثل تبادل الأسرى وجثث القتلى، وهو ما سبق الاتفاق عليه في جولات سابقة.
تبادل الجثث والأسرى يتقدم على المسار السياسي
وكشف ميدينسكي أن موسكو تعتزم تسليم جثامين 6 آلاف جندي أوكراني خلال الأسبوع المقبل، مقابل تسلم العدد ذاته من جثامين الجنود الروس، في إطار عملية تبادل متزامنة.
كما أشار إلى اتفاق مبدئي على تبادل أسرى الحرب يشمل "ما لا يقل عن ألف جندي روسي"، فيما ركز الوفد الأوكراني على أولويات إنسانية، مؤكدًا أن القائمة الأوكرانية تشمل الجنود الشباب (من عمر 18 إلى 25 عامًا) وأولئك المصابين بجروح خطيرة، من دون تحديد رقم دقيق. واتفق الطرفان على أن الأسرى المرضى والجرحى سيشملهم التبادل دون استثناء.
ملف الأطفال المختطفين يظهر على طاولة التفاوض
أما النقطة الأبرز في مفاوضات اليوم فتمثلت في تسليم كييف قائمة تضم "عدة مئات" من الأطفال الأوكرانيين الموجودين داخل الأراضي الروسية، تطالب بعودتهم.
وقال وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، إن هذه الخطوة تمثل أولوية قصوى لبلاده، في ضوء مذكرات التوقيف الدولية الصادرة بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من المسؤولين الروس على خلفية اتهامات بترحيل الأطفال قسرًا.
من جانبه، أكد ميدينسكي تسلم القائمة الأوكرانية التي قال إنها "تضم 339 اسمًا"، دون تقديم تعليق إضافي حول آلية أو نية روسيا في التعاطي مع هذا الملف.
تقدم إنساني محدود... وغياب للحل السياسي الشامل
وفيما لا تزال ملفات الخلاف الجوهرية عالقة، بدا أن المفاوضات تمضي في مسارات إنسانية جزئية، مع استمرار غياب الاتفاق حول الإطار الأشمل لإنهاء القتال.