أوضح الشيخ خالد الجندي، أن اختيار القرآن الكريم لعبارة "من كل فجٍ عميق" في الآية: "ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام"، يحمل دلالة لغوية وتعبدية عميقة، تتجاوز مجرد وصف المسافة.
وأشار خلال تقديمه حلقة اليوم من برنامج "لعلهم يفقهون" المُذاع عبر فضائية "دي أم سي"، إلى أن كلمة "فج" تعني "شق في الأرض"، أما "عميق" فتعني "غائر "، وهو تعبير يُستخدم عادةً في الحساب الرأسي لا الأفقي.
وتسائل قائلًا: "لماذا لم يستخدم القرآن تعبير بعيد، وهو الأقرب لمعنى المسافة؟"، ليُجيب بأن لفظ "عميق" يتناسب مع الطبيعة الجغرافية لمكة، المحاطة بالجبال والطرق الجبلية الضيقة، والتي توصف بالعمق نظرًا لانخفاضها بين المرتفعات.
وأضاف أن التعبير القرآني بـ"عميق" يحمل بُعدًا تعبديًا بديعًا، إذ يُشير إلى أن الحاج القادم من أماكن بعيدة يرتقي إلى الله تعالى، كأن رحلته الروحية تسير في خط عمودي صاعد، لا مجرد أفقٍ ممتد.
ونوه إلى أن هذا الأسلوب القرآني يعكس إعجازًا في اختيار الألفاظ، حيث يجمع بين الدقة الجغرافية والسمو الإيماني، ليجعل من رحلة الحج ارتقاءً لا في المكان فقط، بل في المقام أيضًا.