أكد الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، أن مصر تتحرك بمنهجية واضحة ومدروسة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة وقطر، ضمن تحرك إقليمي ودولي يهدف لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن الأسرى والرهائن.
وأوضح عبر مداخلة لبرنامج "اليوم" المُذاع عبر فضائية "دي إم سي"، أن مصر باعتبارها دولة مركزية في المنطقة، تضع أمن غزة ضمن أولويات أمنها القومي والعربي، مشددًا على أن غرفة إدارة الأزمة التي تعمل تحت إشراف مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي تتحرك بكفاءة عالية للوصول إلى العواصم المؤثرة، وعلى رأسها واشنطن، لممارسة ضغوط دبلوماسية تجاه التهدئة.
وأشار، إلى أن المؤشرات الحالية تبعث على التفاؤل، موضحًا أن هناك تقاربًا فعليًا بين الأطراف قد يفضي إلى وقف إطلاق النار، خاصة في ظل التنسيق المصري القطري الأمريكي الذي يعكس توافقًا ثلاثيًا نشطًا.
ونوه، أن ما يميز الدور المصري هو الخبرة التفاوضية العميقة والمتراكمة، التي تراكمت على مدار عقود، وتمكنت من التعامل مرارًا مع المفاوض الإسرائيلي المعروف بتعنته وتقديمه سيناريوهات قاسية على الأرض.
وأضاف، أن مصر توظف أدواتها كقوة ناعمة إقليمية مؤثرة، وهو ما أشار إليه عدد من الدراسات الغربية مؤخرًا، إذ صُنفت ضمن أبرز أربعين دولة تستخدم نفوذها الدبلوماسي والإنساني بفعالية في حل الأزمات الدولية.
وأردف قائلًا: "الرئيس السيسي يقود هذا التحرك بحنكة معروفة، ووعي عميق بتركيبة النظام الدولي، ما يُمكن مصر من إدارة ملفات شائكة مثل ملف غزة رغم صعوبته وتعقيداته الأمنية والسياسية.