هواتف أنتيكة.. رحلة اقتناء لحظات من الزمان في سوق ديانا

في قلب القاهرة، وتحديدًا في منطقة العتبة، ينبض سوق “ديانا” أو كما يعرف بسوق السبت بحياة خاصة تميزه عن غيره إنه السوق الذي يجمع بين عبق الماضي وشغف الحاضر، حيث يجتمع البائعون والمهتمون بكل ما هو قديم ونادر من قطع أثاث وساعات وكاميرات وآلات موسيقية، وحتى العملات المعدنية، والورقية القديمة، التي تثير فضول كثيرين ممن يبحثون عن التاريخ في قطعة صغيرة.

وفي زحام السوق حيث تختلط الذكريات بالتحف، يقف كريم سعد، أحد التجار المتخصصين في بيع الهواتف المنزلية القديمة "الأنتيك"، محاطا بعشرات الأجهزة التي تمثل عصورا مختلفة من تطور الاتصال.

3d1dd3f9c8.jpg

من "المنفلة" إلى الألوان: جولة عبر أزمنة الهواتف

يشير كريم إلى أحد الهواتف قائلًا: "هذا هو الهاتف الإنجليزي الشهير الملقب بـ(الهرم)، صنع في إنجلترا في الفترة من عام 1930 حتى عام 1933 فقط، وهو نادر للغاية نظرًا لكونه من إنتاج محدود لم يتجاوز ثلاث سنوات"، وينتقل بنا في جولة عبر الزمن بين هواتف تعود إلى حقب الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات، مشيرًا إلى نموذج ألماني يعمل بنظام التحويلة اليدوية، المعروف بـ"المنفلة"، ويستخدم للاستقبال فقط داخل المكاتب، ويوضح قائلًا: "كان هذا الهاتف مخصصًا للاستخدام الداخلي داخل المكتب، كل ما يقوم به هو الرنين فقط دون إمكانية الإرسال. إنها تكنولوجيا بسيطة، لكنها مصنوعة بإتقان ودقة."

ثم يعرض مجموعة من التليفونات السويدية من نوع "إريكسون" التي ظهرت في الخمسينات والستينات، والتي تتميز بألوانها المختلفة مثل الأسود والعاجي والأحمر، ليؤكد"دي بداية دخول الألوان لعالم التليفونات، بعد ما كانت كلها سوداء أو معدنية"، ولا ينسى استعراض نماذج من التليفونات المصرية التي صنعت محليا في القاهرة خلال التسعينات والألفينات، ويضيف: "الصناعة المصرية قدمت أشكال كتير، منها الشهير بـ(الأصفر) اللي ظهر في أفلام فترة السبعينات والتامينات".

a9f438c711.jpg

هواتف للزينة.. الجمجمة والسيارة والطائرة

أما عن الهواتف الحديثة ذات الطابع الزخرفي، فيقول وهو يشير إلى أحد النماذج الغريبة: "ده تليفون الجمجمة، عينه بتنور، وده  أخر على شكل عربية، وده على شكل طيارة هليكوبتر، كلها تليفونات بتشتغل فعلا لكنها مصممة للديكور أكتر من الاستخدام".

لكن كريم لا يكتفي بالهواتف فقط، فهو يمتلك حقيبة نادرة لطبيب أسنان تعود لعام 1910، تحتوي على أدوات كاملة من السرنجات المعدنية، محفوظة بعناية داخل علب مختومة باللغة الإنجليزية، يفتحها بعناية ويقول: "الشنطة دي بتتكلم لوحدها عن عصر مختلف، كل حاجة فيها بتفكرنا بأيام ماكانش فيها بلاستيك ولا أدوات معقمة زي دلوقتي".

9ca03ccc3f.jpg

اقتناء الأنتيك.. شغف بالحكايات قبل الأشياء

ومن القطع التي يفخر بها أيضا، نظارة حربية أصلية من زمن الحرب العالمية الأولى، وكاميرات تصوير تقليدية تعود لعقود مضت، لم يعد لها استخدام عملي اليوم، لكنها تظل شاهدة على مراحل تطور الصورة والصحافة.

وأختتم كريم: "اللي بيحب الأنتيك مش بس بيشتري حاجة قديمة، هو بيشتري حكاية، وبيقتني لحظة من الزمن"، ويضيف بفخر: "السوق ده مليان محبين وعشاق، وبشوف ناس من كل الأعمار بتيجي تدور على ذكرى، أو قطعة تكمل بها بيتها بروح زمان".

سوق ديانا
سوق ديانا
سوق ديانا
سوق ديانا
سوق ديانا
سوق ديانا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تنفيذًا لتوجيهات الرئيس.. "مستقبل مصر" يُعلن إنشاء مصنعًا لإنتاج ألبان الأطفال
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل