علق ناصر تركي عضو اللجنة العليا للحج والعمرة، على قرار المملكة بتحويل مؤسسات الطوافة إلى شركات تنافسية، قائلا إن ذلك أدى إلى رفع مستوى الخدمة بشكل ملحوظ، موضحا أن غرفة شركات السياحة اختارت أفضل عروض شركات الطوافة لخدمة نحو 40،500 حاج، من بينهم حجاج من الهيئات، مشيرًا إلى أن الموسم الحالي يشهد تنسيقًا مشتركًا بين نحو 60 تضامنًا سياحيًا مصريًا.
وأكد أن دور اللجنة العليا والغرفة اقتصر على توفير التسهيلات واختيار الشركاء الأفضل، بينما تبقى الأسعار ومستوى الخدمة خاضعين للتعاقدات بين الشركات والحجاج.
التحدي الأكبر: التمويل والتوقيت
وتحدث تركي عن أبرز التحديات التي واجهت موسم الحج هذا العام، وفي مقدمتها آلية تحويل الأموال، موضحًا أن بعثات مثل التضامن والداخلية تتسلم الأموال مباشرة من الحجاج، بعكس شركات السياحة التي تجمع الأموال أولًا، ثم تحولها للغرفة، والتي تقوم بدورها بتحويلها للمسار الإلكتروني السعودي.
وأشار إلى أن أي تأخير من شركة واحدة يؤثر على باقي الشركات الملتزمة، مؤكدًا ضرورة وضع آلية جديدة تضمن سرعة التحويل، حتى لا تفقد الشركات فرص الحصول على أفضل المواقع والخدمات داخل المملكة.
اهتمام خاص بالحجاج الاقتصاديين وتوعية مبكرة مطلوبة
وقال تركي إن الحجاج الاقتصاديين والبريين يحظون بأولوية من البعثة الرسمية، باعتبار أنهم غالبًا يؤدون الفريضة للمرة الأولى، وربما تكون الأخيرة، لذلك يتم توفير خدمات راقية في الإعاشة والسكن لا تقل كثيرًا عن مستوى الخمس نجوم.
وشدد على أن توعية الحجاج مسؤولية دولة، وليست مقصورة على الغرفة أو الشركات، لافتًا إلى ضرورة وجود وعاظ ومرافقين مؤهلين منذ بداية الموسم، لتوجيه الحجاج وضمان أداء المناسك بشكل صحيح، خاصة في يوم عرفة، الذي وصفه بأنه “لحظة العودة إلى الصفاء الإيماني والفطرة الأولى”.
المصريون سبّاقون.. وخدمة VIP جديدة
ونوّه تركي بأن الاستعدادات السعودية هذا العام وصلت إلى مستوى غير مسبوق، لا سيما في المشاعر المقدسة، وقد اطمأنت البعثة على توافر جميع الخدمات المتفق عليها.
وأشار إلى أن موسم هذا العام يشهد تقديم خدمة VIP داخل أبراج كدانة، وهي خدمة متميزة يحظى بها المصريون للمرة الأولى، ما يعكس حرصهم على مواكبة أحدث التطورات في خدمات الحج والعمرة.
واختتم تركي تصريحاته بالتأكيد على أهمية الموازنة بين التكنولوجيا والعنصر البشري، قائلًا: “رغم أهمية الرقمنة، لا غنى عن وجود فرق بشرية قادرة على حل المشكلات الفورية، لا سيما عند حدوث أعطال أو فقد تأشيرات داخل المسار الإلكتروني. يجب أن تكون هناك جهة تدخل سريعًا لحل هذه الأزمات وضمان سير الموسم بسلاسة.