84 عامًا مرت على ميلاد الفنان محمود ياسين، الذي وُلد في الثاني من يونيو عام 1941 بمدينة بورسعيد، إلا أنه انتقل إلى القاهرة بعد إنهاء دراسته الثانوية، للالتحاق بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، وتخرج فيها عام 1964، ورغم حصوله على قرار بالتعيين في مسقط رأسه، اختار أن يسلك درب الفن، فبدأ مشواره من المسرح القومي حيث تألق في اختبارات القبول، وكان الوحيد الحاصل على شهادة جامعية بين أقرانه.
طوال مسيرته الفنية، قدم محمود ياسين أعمالًا سينمائية ومسرحية وتلفزيونية وإذاعية رسّخت اسمه في ذاكرة الجمهور، وامتاز بصوته الرخيم وأدائه المؤثر في اللغة العربية، مما أهّله ليتولى التعليق في المناسبات الوطنية والدينية، وكانت للأدب بصمة واضحة في مشواره السينمائي، حيث جسّد شخصيات مستوحاة من روايات كبار الكتاب المصريين والعرب، أبرزهم إحسان عبد القدوس وفتحي غانم، وهو ما نستعرضه خلال السطور التالية..
الرجل الذي فقد ظله
في عام 1968، شارك محمود ياسين في فيلم "الرجل الذي فقد ظله" المأخوذ عن رواية فتحي غانم، وأدى فيه دور "سعد عبد الجواد"، ويناقش الفيلم الصراع الطبقي والتحولات السياسية قبل ثورة يوليو، من خلال قصة يوسف السيوفي، الصحفي الانتهازي الذي يصعد على أكتاف أستاذه ويتنكر لقيمه، مقابل شوقي صديقه الثوري الذي يمثل صوت الضمير والنضال.
الخيط الرفيع
أما في فيلم "الخيط الرفيع" الذي أُنتج عام 1971، وجسّد فيه دور "عادل"، فقدّم محمود ياسين شخصية المهندس الشاب الذي يقع في حب فتاة فقيرة تُدعى منى، تؤدي دورها فاتن حمامة. الفيلم مقتبس من رواية إحسان عبد القدوس، ويتناول قصة حب تنشأ بين عادل ومنى، التي تضحي بعلاقتها السابقة مع رجل ثري لتساند عادل في تأسيس مشروعه، ولكن الماضي يظل حاضرًا، ويختبر صدق مشاعرهما.
أغنية على الممر
وفي عام 1972، شارك في فيلم "أغنية على الممر"، المأخوذ عن مسرحية بنفس الاسم للكاتب علي سالم، وتدور أحداث الفيلم خلال حرب 1967، حول مجموعة من الجنود المصريين الذين يُحاصرون في ممر استراتيجي في سيناء، ويرفضون الاستسلام رغم انقطاع الاتصال بالعالم الخارجي.
الرصاصة لا تزال في جيبي
وفي واحد من أبرز أفلام حرب أكتوبر، جسّد محمود ياسين دور "محمد" في فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبي" (1974)، عن قصة لإحسان عبد القدوس، وتدور أحداث الفيلم حول جندي يعود من هزيمة 1967 محطمًا نفسيًا، ويقابل بالرفض من مجتمعه، لكنه يقرر الانتقام والانتصار لكرامته الشخصية والوطنية من خلال المشاركة في حرب الاستنزاف ثم العبور في أكتوبر 1973.
العذاب فوق شفاه تبتسم
كما جسّد محمود ياسين دورًا إنسانيًا معقدًا في فيلم "العذاب فوق شفاه تبتسم" (1974)، وهو مقتبس عن رواية أخرى لإحسان عبد القدوس، أخرجه حسن الإمام وشاركته البطولة نجوى إبراهيم، وتدور القصة حول "شهيرة"، الفتاة التي تقع في حيرة بين الحب الحقيقي الذي تمثله علاقتها بصديق طفولتها "عصام"، والمستقبل المضمون مع رجل الأعمال الناجح "مصطفى"، وتدخل في صراع داخلي بين العاطفة والعقل.
اذكريني
في عام 1978، قدّم فيلم "اذكريني" الذي أخرجه هنري بركات، وشاركه بطولته نجلاء فتحي، وهو مقتبس عن رواية "بين الأطلال" للكاتب يوسف السباعي، وتدور أحداثه حول "منى"، التي تعيش في كنف عمها بعد وفاة والديها، وتقع في حب الكاتب الشهير محمود حسين، الذي يبادلها المشاعر لكنه متزوج من امرأة مريضة، وتتعقد الأمور حين تتزوج منى من رجل آخر، لكن القدر يجمعها مجددًا بمحمود بعد تعرضه لحادث، فتزوره في المستشفى رغم اعتراض زوجها.