في مثل هذا اليوم وتحديدا 2 يونيو لعام 1857 ولد الشاعر والروائي الدنماركي كارل جيلوروب، في "روهولته" بالدنمارك، نشأ في كنف عمه يوهانس فيبيجر بعد وفاة والده وهو في سن الثالثة، وتربى في بيئة تمزج بين الوطنية والرومانسية.
ورغم تلك الخلفية، فقد انقلب كارل جيلوروب عليها مبكرًا؛ ففي عام 1870 أصبح من المتحمسين لحركة "الاختراق الحديث" بقيادة المفكر جورج برانديس، وهي حركة أدبية اسكندنافية نشطت بين عامي 1870 و1890، دعت إلى الواقعية والطبيعية في الأدب كأداة لتغيير المجتمع، بدلا من التمسك بالتيارات الرومانسية، وكتب في تلك المرحلة روايات جريئة تناولت موضوعات الحرية والحب والإلحاد، ولكنه سرعان ما غادر هذا المسار، فعاد تدريجيًا إلى الرومانسية، وتخلى تمامًا عن الطبيعية بحلول عام 1885.
أثّر في حياته ميوله القوية نحو الثقافة الألمانية، وقد تعزز ذلك بزواجه من فتاة ألمانية واستقراره في ألمانيا عام 1892، مما أفقده شعبيته في موطنه الأم، ولم يُخفِ دعمه المطلق للإمبراطورية الألمانية، حتى خلال الحرب العالمية الأولى (1914–1918).
مؤلفات كارل جيلوروب
أولى أعماله البارزة كانت رواية "المتعلم الألماني" (1882)، التي تعكس سيرة ذاتية لشاب بدأ حياته كرجل دين ملتزم ثم تحول إلى الإلحاد والهوى الثقافي الألماني، وتلتها رواية "مينا" (1889) كدراسة في علم نفس المرأة من خلال قصة حب.
وفي عام 1896، نشر رواية "الطاحونة"، ميلودراما تدور حول الحب والغيرة، أما في السنوات الأخيرة من حياته، فتأثر بالبوذية والثقافات الشرقية، وهو ما تجلى في روايته المثيرة للجدل "الحاج كمانيتا" (1906)، التي تسرد رحلة نجل تاجر هندي يلتقي بشخصية غوتاما بوذا، وتتناول أفكار الموت والتناسخ والسعادة القصوى، وقد وُصفت بأنها واحدة من "أغرب أو أسوأ" الروايات المكتوبة باللغة الدنماركية.
في عام 1907، كتب رواية "زوجة من الكمال"، مستوحاة من "الكوميديا الإلهية" لدانتي، تناولت حياة بوذا الأرضية من خلال شخصية زوجته ياسودهارا، ثم قدّم في رواية "التجوال في العالم" (1910) تأملًا فلسفيًا حول فكرة التناسخ من خلال قصة فتاة ألمانية تسافر إلى الهند وتعيش تحولات روحية وزمنية.
في عام 1913، كتب "ممارسة الطب" (Rudolph Stens Landpraksis)، وهي رواية ذاتية عن نشأته وتطلعاته الشبابية، أما آخر أعماله، فكانت رواية "أقدس الحيوانات" (1919)، وهي هجاء ساخر يحاكي قصص الحيوانات الأسطورية التي تدخل الجنة بعد موتها، كالأفعى التي قتلت كليوباترا، وكلب أوديسيوس، وحمار المسيح، وبقرة الهند المقدسة.
كارل جيلوروب وجائزة نوبل
في عام 1917، تقاسم كارل جيلوروب جائزة نوبل في الأدب مع مواطنه هنريك بونتوبيدان، ووفقًا للجنة الجائزة، فقد مُنح جيلوروب الجائزة: "لأشعاره الواسعة والثرية المستوحاة من المثل العليا".