عادة ما تكون فترة الامتحانات بمنزلة إعلان لفترة طوارئ في جميع المنازل للآباء والأبناء، وترتفع معها مستويات القلق والتوتر لدى جميع أطراف أفراد الأسرة. بل إن الآباء خلال فترة الامتحانات يكونون أكثر قلقاً وأعلى توتراً من الطلبة أنفسهم.
و تحدث في فترة الامتحانات الكثير من التوترات نتيجة إهمال بعض الطلاب الدراسة منذ بداية العام أو بسبب القلق المفرط لدى البعض الآخر. ومع ارتفاع سقف التوقعات لدى الآباء تجاه النتائج الدراسية، ينطفئ الدافع لدى بعض الطلاب تجاه النجاح أو التفوق لأنهم يشعرون أنه إنجاز آبائهم وليس إنجازهم».
تحديات ومقارنات
إن بعض الآباء يشكلون ضغطاً على الأبناء في هذه الفترة تحديداً بسبب أسلوب بعض الآباء في توجيه أبنائهم ومقارنتهم بأقرانهم من أولاد العمومة والأخوال، واستخدام بعض العبارات التي تربك التلميذ مثل: «أريدك أن ترفع راسي» و«لا تفشلني».
و على الرغم من ذلك، فإن الآباء والمعلمين يواجهون الكثير من التحديات في التعامل مع الجيل الصاعد كونه دائم النقاش والجدال ويريد أن يعبر عن رأيه ويسجل اعتراضه، ولا يقبل الأمر، ومنفتح جداً على جميع الثقافات بسبب السوشيال ميديا.
الدعم والمتابعة
إن دور الأهل لا بد أن يتمثل في الدعم النفسي كالتحفيز والتشجيع وبناء الثقة ومتابعة التلميذ وتقدير جهوده من بداية العام الدراسي، وفي هذه الفترة تحديداً مع ضرورة تهيئة الجو الدراسي المناسب في المنزل معظم الوقت للدراسة والتركيز. وكذلك من المهم توفير المساعدة له إن تعسر عليه الفهم.
أما أسلوب التهديد والتقليل من جهوده اللذين يمارسهما بعض الآباء يولد لدى الأبناء الرغبة في الهروب من ذلك الضغط، إما بالإهمال أوالتمثيل الدراسي، أي أن بعض الأبناء يتظاهرون بأنهم يدرسون إرضاءً لآبائهم ولكنهم في الواقع يقومون بإضاعة الوقت أمام الكتاب إما بالرسم أو التواصل مع الأصدقاء، ثم يلجأون إلى النوم للهروب.
ظاهرة سلبية
إن «قروب الأمهات» مفيد جداً لمتابعة الأبناء دراسياً، وهناك جهود كبيرة من الأمهات لمساعدة بعضهنَّ بعضاً في توفير الاختبارات التدريبية والتمارين الدراسية، ولكن الظاهرة السلبية أن الأمهات هنَّ من يدرسنَ بالفعل مع أبنائهنَّ، وبالتالي يرتفع معدل قلق الأمهات وينقلن هذا الشعور لأبنائهنَّ، خاصة بعد مراجعة الاختبار بعد انتهائه للتأكد من صحة الإجابات، وهذا أمر يخلق لدى التلميذ خيبة أمل وإحباط تجاه باقي الاختبارات.
ولذلك من المهم تشجيع الأبناء من خلال كلمات الثناء على مجهودهم الدراسي، وبعد الانتهاء من الاختبارات من المهم عدم المراجعة واللوم والتدقيق، بل إعطاؤه دفعة معنوية وتشجيعه لمواصلة الاختبارات بالحماس نفسه.
دورات تدريبية
إن شخصية التلميذ تصبح أفضل إذا تم بناؤها وإعدادها لمستقبل أفضل، وهذا يتطلب من المعلم والقائمين على العملية التربوية فهم قدرات واحتياجات النفسية للطالب وابتكار طرق وأساليب تربوية لتوظيف قدرات التلميذ وتطويرها من خلال إشراكه وإعطائه دور في العملية التعليمية والتنظيمية في المدرسة.
ومن الضروري أيضاً أن يتلقى المعلمون دورات للتطوير الذاتي لأن مهنة التعليم من المهن التي تتعامل مع شخصيات تتطور مع تتطورات الحياة الحديثة من ظروف معيشية وثقافية مختلفة، ومن أهم الدورات التي يحتاجها المعلمون:
• إدارة الغضب
• أنماط الشخصية
• أنماط المتعلمين
• التعامل مع الضغوطات
• سيكولوجية الطفل والمراهق
رعاية واهتمام
يجب أن يفعّل دور الاختصاصي النفسي والاجتماعي في المدارس، ويجب عليهم التعامل مع المشاكل النفسية والسلوكية، ولا يقتصر دورهم على توجيهات الإدارة في مهام ليست من مهامهم، ويكونون هم الجانب الذي يحتوي التلميذ ويقدم مساعدة في التكيف وتعديل السلوك وتوجيه الأهل، خاصة في فترة الامتحانات.
نصائح لفترة الامتحانات
1 - على الآباء توفير بيئة منزلية هادئة تساعد التلميذ على الدراسة.
2 - تقديم الدعم والتشجيع له بعيداً عن المثالية وتوقعات أعلى من مستوى التلميذ.
3 - عدم إعلان حالة الطوارئ، والبعد عن التوتر والتوبيخ الدائم للطالب.
4 - الاهتمام بمواعيد نوم مناسبة للأبناء لزيادة تركيزهم.
5 - الاهتمام بتغذية التلميذ هذه الفترة.
6 - الاهتمام بشرب التلميذ كميات كافية من الماء.
7 - تقديم كل ما يساعده على مزيد من الفهم والتدريب.
8 - تنظيم الوقت بما يتناسب مع طبيعة التلميذ وقدرته على الاستيعاب.
9 - السيطرة على القلق الزائد بالاسترخاء والتنفس الجيد من حين لآخر.
10 - توجيه تفكير التلميذ إلى أفكار إيجابية عن الاختبار والبعد عن التوقعات السلبية.