تحدث الكاتب كمال زاخر، عن أبرز القضايا التي تناولها الكاتب صبحي موسي، في كتابه "مأزق التنوير العربي"، وذلك خلال الأمسية التي نظمتها الجمعية المصرية للتنوير، لمناقشة الكتاب.
يطرح مأزق التنوير العربي أهم ملامح الموجة الأولى
وقال "زاخر": يأخذنا الكاتب صبحي موسي في كتابه مأزق التنوير العربي، فى إطلالة عاجلة على تجربة الغرب فى مسار التنوير، وكيف استطاع أن يدشن طريقه إلى التنوير بفصل الدين عن الدولة، عبر محورين أو بفعلهما، ثورة البروتستانت والثورة الصناعية.
وينبه الكتاب إلى أنهما لم يحدثا التغيير بشكل مفاجئ، فحركة مارتن لوثر ووجهت بعنف من القوى التي أدركت أنها ومصالحها في مهب الريح، فيما كان التحول الذي أنتجته الثورة الصناعية "بمثابة تحول بطئ استمر نحو ستين إلى سبعين عامًا، ولم يكن تحولًا ثوريًا بقدر ما كان تطويريًا" احتاج لنحو مائة عام حتى يؤتي ثماره، وحتى تتحول أدوات الإنتاج من الإقطاع إلى التصنيع، ومعه تتبدل أثقال القوى المجتعية، ويتبدى الصراع بين العمل والملكية، وتتواجه "أحلام الطبقات المجتمعية الصاعدة في مواجهة السلطات القديمة وامتيازاتها الإلهية".
وتابع "زاخر": ثم يحلل الكاتب فى تمهيد فصول كتابه، مأزق التنوير العربي، محاولات أو موجات التنوير العربي بحسب تعبير الكاتب ويَرُد تعثرها وفشلها إلى أنها كانت تفتقر إلى المراكمة، بسبب الصراع القائم والدائم بين من يرون أن النهضة تحتم "ضرورة الأخذ بما أخذ به الغرب، ومن ثم أخذوا يستلهمون مقولات فلاسفة عصر التنوير الأوربي، ويتشبهون بالزى الأوروبي ويرتادون الجامعات الأوروبية".
وبين من يرون أنه "لكى نتفوق على أوروبا كما كنا في الماضى فلابد من العودة إلى الماضى والأخذ بما أخذ به السلف الصالح".
يطرح مأزق التنوير العربي أهم ملامح الموجة الأولى، والتي انطلقت شرارتها بفعل الحملة الفرنسية التى صدمت الجمود الجاسم على المنطقة العربية وقتها، بما جاءت به من علماء ومشروعات وأدوات، لكونها خططت لأن تبقى طويلًا، لكنها لم تبق سوى ثلاث سنوات ونيف، لتبدأ التجربة التى قادها محمد على "الذى رغب في فى بناء دولة قوية على النظام الأوربي ولكن بشروط شرقية"، ويشير إلى مواجهات محمد علي مع الغرب المتحالف مع الدولة العثمانية، والتى انتهت إلى فشل مشروعه الذي راهن على رأسمالية الدولة وليس الأفراد، لتحدث الردة الكبرى في عصر عباس وسعيد، ويعود الأمل في عصر إسماعيل، والذي "تشهد مصر فيه حراكًا ثقافيًا مهمًا، في دوائر فنون الصحافة والمسرح والنشر، بفعل مجئ الشوام إلى مصر هروبًا من بطش العثمانيين"، لكنه "سرعان ما تعثر مع انهيار مشروع إسماعيل".