عملية "بيرل هاربر الجديدة".. كيف دمرت أوكرانيا عشرات الطائرات والقذائف النووية الروسية؟

شنت القوات الأوكرانية يوم الأحد عملية واسعة النطاق في قلب روسيا، أدت إلى تدمير العشرات من القاذفات النووية والطائرات الأخرى في هجمات نوعية ومعقدة ضربت القواعد الجوية الروسية في عمق البلاد، ونشرت تقارير غربية تفاصيل العملية الكبرى والتي سميت باسم "عملية الويب أو الشبكة العنكبوتية".

بيرل هاربور الروسي 

حتى المدونون العسكريون المؤيدون لموسكو أطلقوا على الضربة - التي استخدمت فيها طائرات بدون طيار مخبأة في شاحنات - اسم "بيرل هاربر الروسي"، بحسب تقرير لـ "نيويورك بوست".

حيث نجحت المهمة التي نفذها جهاز الأمن الأوكراني باستخدام طائرات بدون طيار من نوع FPV في ضرب 41 قاذفة ثقيلة روسية وطائرات حربية أخرى في أربعة مطارات منفصلة على بعد آلاف الأميال من أوكرانيا، وقالت كييف إن تكلفة الطائرات المدمرة، والتي لم تعد روسيا تصنع معظمها، تبلغ 7 مليارات دولار على الأقل. 

تدمير "قاذفات يوم القيامة"

تشكل قاذفات يوم القيامة جزءًا أساسيًا من الردع النووي الروسي - والذي تم تصميمه في الأصل لتدمير الولايات المتحدة وأوروبا بالأسلحة الذرية في حالة اندلاع حرب شاملة.

قالت أوكرانيا إن الطائرات حُوِّلت واستُخدمت لقصف أراضيها بصواريخ كروز. وأكدت كييف أنهم دمروا أكثر من ثلث القاذفات الاستراتيجية الروسية في الغارة.

وذكرت التقارير أن من بين الطائرات التي دمرت في الضربة قاذفات نووية من طراز TU-95 "Bear"، وقاذفات هجوم سريع من طراز TU-22 "Backfire"، وطائرات القيادة والتحكم من طراز A-50 "Mainstay".

عمليات على بُعد آلالاف الأميال

كانت إحدى القواعد التي تعرضت للقصف تقع في منطقة إيركوتسك في سيبيريا، على بعد حوالي 2500 ميل من أوكرانيا.

وتم استهداف مناطق أخرى في مورمانسك في الدائرة القطبية الشمالية، وريازان جنوب شرقي موسكو، وإيفانوفو، إلى الشمال الشرقي من العاصمة الروسية.

وقالت كييف إن الهجوم الذي أطلق عليه اسم "عملية شبكة العنكبوت" استغرق نحو 18 شهرا من التخطيط، وسيشكل ضربة قوية لجهود موسكو لشن هجمات صاروخية بعيدة المدى على المدن الأوكرانية.

وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي طائرات بدون طيار من طراز FPV تنطلق من شاحنات متوقفة بجوار المطارات الروسية، وقال مصدر لصحيفة "كييف إندبندنت" إن "جهاز الأمن الأوكراني نقل في البداية طائرات بدون طيار من طراز FPV إلى روسيا، وفي وقت لاحق على أراضي الاتحاد الروسي، تم إخفاء الطائرات بدون طيار تحت أسطح كبائن خشبية متنقلة، تم وضعها بالفعل على شاحنات، وفي اللحظة المناسبة، تم فتح أسقف الكبائن عن بعد، وطارت الطائرات بدون طيار لضرب القاذفات الروسية، ثم انسحب المشاركون في التحضير للعملية من الأراضي الروسية في الوقت المحدد.

وقالت أوكرانيا إن الهجوم جاء ردا على قيام روسيا بتنفيذ واحدة من أكبر هجماتها بطائرات بدون طيار منذ بدء الحرب الأسبوع الماضي، حيث شاركت فيها 472 طائرة بدون طيار وسبعة صواريخ باليستية وصواريخ كروز، وفقا للسلطات الأوكرانية، التي قالت إنها حيدت 385 هدفا جويًا.

وقال المصدر لصحيفة "كييف إندبندنت" إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أشرف شخصيا على العملية، وتفاخر زيلينسكي في منشور على تيليجرام بأن مقر العملية كان يعمل "بجوار" المبنى الذي يضم الشرطة السرية الروسية، جهاز الأمن الفيدرالي، وقال أن العملية الأوكرانية ستدخل بلا شك إلى كتب التاريخ.

وفي وقت سابق، نشر رئيس أركان زيلينسكي، أندريه يرماك، منشورًا على موقع X يظهر رمزًا تعبيريًا لشبكة عنكبوت. ولم تخبر كييف البيت الأبيض مسبقًا بالهجوم، حسبما ذكرت مصادر في العاصمتين لوكالة أكسيوس.

مباحثات السلام

وحث الرئيس ترامب موسكو وكييف على العمل معًا للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، قالت أوكرانيا إنها ملتزمة بالسلام، لكنها تنتظر مذكرة من الجانب الروسي تحدد أهدافها قبل الموافقة على الاجتماع مع روسيا غداَ الاثنين في تركيا.

وكتب زيلينسكي على موقع X يوم الجمعة: "لكي يكون الاجتماع ذا معنى، يجب أن تكون أجندته واضحة، ويجب إعداد المفاوضات بشكل صحيح"، وأضاف "للأسف فإن روسيا تبذل كل ما في وسعها لضمان ألا يسفر الاجتماع المحتمل المقبل عن أي نتائج".

وحدد زيلينسكي موقف بلاده من المحادثات في أعقاب هجمات الأحد، مطالبا بوقف إطلاق النار الروسي الكامل وغير المشروط، وإطلاق سراح السجناء، وإعادة الأطفال المختطفين، حتى الآن رفضت روسيا الدعوات إلى وقف إطلاق النار غير المشروط وتقدمت مرارا وتكرارا بمطالب رفضتها أوكرانيا.