في كلمته خلال احتفالية إطلاق معهد التخطيط القومي دراسة "إنهاء وفيات الأمهات" بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، أن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة تقدمًا غير مسبوقًا في مجال الرعاية الصحية للمرأة، وهو ما لم يحدث بهذا الشكل من قبل، وقال إن هذا التقدم كان مدفوعًا بدعم سياسي مباشر من القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
متوسط عمر المرأة
وأوضح د. تاج الدين أن متوسط العمر المتوقع للسيدات في مصر ارتفع من 73.4 إلى 74 سنة، وهو مؤشر صحي إيجابي يعكس التحسن في الخدمات الصحية الموجهة للمرأة، لافتًا إلى أن هذا الرقم كان 75 سنة في بعض الفترات، وهو ما يشير إلى اتجاه عام نحو تحسن صحة المرأة.
وأضاف أن المرأة المصرية أصبحت تحظى باهتمام خاص من الدولة على جميع المستويات، مشيرًا إلى أن تمكين المرأة ليس مجرد شعار، بل وسيلة حقيقية لضمان حصولها على فرص عادلة في التعليم والعمل والصحة، وتابع: "عندما كنت رئيسًا لكلية الطب بجامعة عين شمس، كان 98% من رؤساء الأقسام من السيدات، وهذا يعكس تميز المرأة في المجال الأكاديمي".
وأشار مستشار رئيس الجمهورية إلى أن الاستثمار في صحة المرأة، لاسيما خلال فترة الحمل والولادة، يعود بفوائد هائلة على المجتمع، موضحًا أن تنظيم الأسرة والرعاية الصحية للمرأة قبل وأثناء وبعد الحمل ينعكس بشكل مباشر على صحة الأسرة بأكملها، وعلى استدامة النمو الاقتصادي.
المبادرات الرئاسية الصحية
وكشف عن أن المبادرات الرئاسية التي أُطلقت في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها "مبادرة صحة المرأة" و"مبادرة الفحص قبل الزواج"، ساهمت في تحسين المؤشرات الصحية للسيدات، وشملت الفحص عن الإدمان، والأمراض المزمنة مثل الضغط والسكر، إضافة إلى الفحص النفسي لتفادي المشكلات الأسرية بعد الزواج.
وفي حديثه عن التحديات، لفت د. تاج الدين إلى أن بعض العادات السلبية مثل تزايد التدخين بين السيدات، بما في ذلك تدخين الشيشة والسجائر وحتى السيجار، أصبح لها تأثير مباشر على صحة المرأة، خاصة أثناء الحمل، وهو ما يستوجب التوعية ومزيدًا من الرصد الصحي، مؤكدًا أن هذه الظاهرة لم تكن بهذا الانتشار سابقًا، وأنها تؤثر على الحمل والولادة بشكل خطير.
كما أشار إلى أن المرأة الحامل التي لا تتابع بانتظام معرضة للإصابة بمضاعفات مثل سكر الحمل أو ارتفاع ضغط الدم، مما يؤدي إلى ولادات معقدة قد تتطلب تدخلًا جراحيًا، مضيفًا: "كل مرحلة من مراحل الحمل - قبل وأثناء وبعد - تؤثر وتتأثر بما قبلها وبما يليها".
ونوّه بأن الجهود الوطنية المبذولة، مثل المبادرات الرئاسية ومشروع "حياة كريمة"، ساعدت في التغلب على معوقات الحصول على الرعاية الصحية، والتي كانت تتعلق سابقًا بتوافر الخدمة وإمكانية الوصول إليها وتكلفتها، وأكد أن هذه المبادرات تضمن الآن وصولًا أكثر عدالة للمرأة، خصوصًا في المناطق الريفية والمحرومة.
واختتم قائلًا: "أنا أتابع بدقة كافة المؤشرات الصحية يوميًا، وأؤكد أن مصر على الطريق الصحيح نحو تحسين صحة المرأة، ليس فقط خلال الحمل، بل في جميع مراحل حياتها"، داعيًا إلى استمرار الدعم المؤسسي والتشريعي والتوعوي لضمان استدامة هذا التقدم.