مارلين مونرو تهوى الشعر والأدب"، تحت هذا العنوان نشرت مجلة "الهلال" بعددها الصادر في سبتمبر عام 1961. وفيه جاء: "تبدأ القصة من طفلة تدعى نورما جين، ولدت في مستشفى حكومي بلوس أنجلوس، ونامت في أحد البيوت المتواضعة بولاية كاليفورنيا، لترى في المنام حلما غريبا: أنها تقف وسط أجساد تلقى عليها التحية عند قدميها… حلم تحقق لاحقا حين أصبحت "مارلين مونرو" "إلهة الحب" أشهر نجمة سينمائية عرفها القرن العشرون.
ويتابع محرر الهلال: ذلك الحلم الذي راودها وهي ابنة بضع سنوات، تحقق بطريقة لم تكن تتوقعها، فهذه الطفلة غير الشرعية، التي عهدت بها أمها المريضة عقليا إلى أسرة فقيرة، أصبحت بعد أعوام مارلين مونرو.. إلهة الحب والجمال في هوليوود.

بداية شاقة.. وجسد مذهل
ويلفت حين بلغت الثامنة من عمرها، أصيبت والدتها بانهيار عصبي وأدخلت مستشفى الأمراض النفسية، محرر الهلال: فتولت نورما مسؤولية نفسها، وعندما كانت في الثانية عشرة، استعارت فستانا جميلًا من صديقة لها وذهبت به إلى المدرسة، فانبهر بها زملاؤها وأمطروها بالإعجاب، فكان ذلك أول إحساس لها بأن الجمال يفتح الأبواب المغلقة.
لاحقا، عرفت بجمالها الأخاذ وجسدها المثير، وبدأت تظهر كـ"موديل" في الإعلانات، لكن بدايتها في السينما كانت خجولة، وأول دور لها لم يتطلب منها سوى أن تهمس: "هاللو"

من “نورما جين” إلى “مارلين مونرو”
وعن سيرتها الذاتية يضيف محرر الهلال: عام 1946، تم تعيينها بعقد بسيط مع شركة "فوكس"، ومنحها المدير اسما جديدا هو:مارلين مونرو – “مارلين” تيمنا بممثلة قديمة، و”مونرو” هو اسم أمها.
لكن الطريق لم يكن مفروشا بالورود، فقد استغني عنها أكثر من مرة، واضطرت في لحظة يأس لأن تبيع صورا عارية التقطها لها مصور مقابل خمسين دولارا فقط، بينما بيعت صورها بعد ذلك بآلاف.

الشهرة والخيبات
مع فيلم "غابة الإسفلت" بدأت الأبواب تفتح على مصراعيها، وانهالت العقود والأدوار، جذبت الأنظار بجاذبيتها الطاغية، لكن شهرتها لم تكن ضمانا لسعادتها.
تزوجت ثلاث مرات، كان أقصرها زواجها من لاعب البيسبول الشهير "جو ديماجيو" والذي استمر 9 أشهر فقط.
رغم أنها كانت تثير الرجال وتخلب ألباب الجمهور، كانت تعاني من وحدة قاتلة ومشاكل نفسية دفعتها لمحاولة الانتحار أكثر من مرة، وبدأت تتردد على أطباء نفسيين بحثا عن معنى لحياتها.

"أريد أن أكون فنانة، لا دمية جميلة"
ويضمن المقال بعضا مما كتبته: "في لحظة صدق، كتبت مارلين:"أريد أن أكون فنانة وممثلة، لا مجرد رمز جنسي أو دمية جميلة."
انضمت إلى جمعية ثقافية، وبدأت تقرأ الأدب الجاد وتكون مكتبتها الخاصة.كانت تقرأ الشعر وتستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية، وتبحث عن ذاتها في الكتب كما لم تبحث عنها الكاميرات.
قال أحد المثقفين ممن عرفوها:"الشيء الوحيد الذي أندم عليه أنني لا أملك سوى مكتبة واحدة لأهديها لها."

أفلامها.. والجمال الذي در الملايين
وعن أعمالها الفنية يتابع محرر الهلال: رغم قصر مسيرتها، تركت مارلين مونرو أثرا ضخما في السينما.
حققت أفلامها الخمسة الأخيرة وحدها دخلا تجاوز ثمانين مليون دولار.
وكانت مشاهدها على الشاشة مزيجا من الإثارة الطفولية والذكاء العاطفي، حتى في أدوارها الكوميدية التي بدت للوهلة الأولى سطحية.

الموت الغامض.. والخاتمة التي لم تكتمل
في عام 1962، وقبل أن تكمل عامها السابع والثلاثين، وجدت مارلين مونرو ميتة في سريرها.
رسم تقرير الشرطة كلمة واحدة: انتحار.لكن الشكوك لم تهدأ أبدا، علاقاتها المعقدة، وأسرارها مع آل كينيدي، وتقلباتها النفسية، كل ذلك جعل موتها لغزا غامضا حتى اليوم.

مارلين.. أيقونة لم تمت
ويختتم المقال: ماتت "مارلين مونرو"، لكن صورتها لم تمت، ولم ينطفئ الحنين لفتاة كانت تبحث عن الحب الحقيقي، وتحلم أن تكون شيئا أعمق من مجرد وجه جميل.