أكد حزب الوعي أن مسار العائلة المقدسة في مصر يمثل أحد الكنوز الروحية والتاريخية الفريدة، بما يحمله من دلالات إيمانية وإنسانية رفيعة، مشددًا على ضرورة تعظيم الاستفادة منه على المستويين الديني والسياحي، باعتباره مسارًا مباركًا يحتضن القيم المشتركة بين المصريين، ويرسخ لمكانة مصر كأرض سلام وإيمان عبر العصور.
وقال الحزب، في بيان الأحد، إن "مسار العائلة المقدسة ليس مجرد خط سير جغرافي، بل هو شهادة خالدة على مكانة مصر الروحية والتاريخية"، موضحًا أن البلاد حظيت بشرف احتضان السيدة العذراء مريم، والسيد المسيح الطفل، والقديس يوسف النجار، في رحلتهم المقدسة هربًا من بطش الرومان. وقد امتد هذا المسار لمسافة تتجاوز 3،500 كيلومتر ذهابًا وعودة، شمل خلالها 25 موقعًا مقدسًا موزعة على ثماني محافظات، من مدينة الفرما شرق بورسعيد، وحتى أديرة صعيد مصر في المنيا وأسيوط.
ثمّن الحزب الجهود المتواصلة التي تبذلها الدولة المصرية لإحياء هذا المسار من خلال تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية وأعمال التوثيق والترميم للمزارات الدينية، بالإضافة إلى حملات الترويج السياحي داخليًا وخارجيًا، مؤكدًا أن هذه الخطوات تعكس رؤية وطنية طموحة تهدف إلى وضع المسار على خريطة السياحة الدينية العالمية، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز فرص التنمية المستدامة.
أشار الحزب إلى أن المسار يُجسّد روح الوحدة الوطنية المصرية، ويحظى بمحبة واحترام المصريين كافة، مسلمين ومسيحيين، لما يمثله من رمزية دينية وتاريخية فريدة، تعكس طبيعة المجتمع المصري القائم على التعايش المشترك والاحترام المتبادل للمقدسات.
المبادرات الثقافية
في السياق، دعا حزب الوعي إلى إطلاق مزيد من المبادرات الثقافية والإعلامية التي تسلط الضوء على هذا المسار، عبر إنتاج أعمال درامية ووثائقية، وتضمينه في المناهج التعليمية، بما يسهم في ترسيخ حضوره في الوعي الجمعي، لاسيما لدى الأجيال الشابة. كما طالب بإطلاق حملات تسويق دولية موجهة للمجتمعات المسيحية حول العالم، خاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا، لزيارة هذا المسار والتبرك بمحطاته المقدسة.
وشدد البيان على أهمية تحسين الإتاحة المعلوماتية والخدمية على طول خط المسار، من خلال توفير لوحات إرشادية متعددة اللغات، وتطبيقات ذكية للتنقل والمعلومات، بالإضافة إلى إنشاء مراكز معلومات متكاملة للزوار. كما دعا إلى تمكين المجتمعات المحلية اقتصاديًا من خلال دعم الحرف اليدوية والمشروعات الصغيرة المرتبطة بالسياحة الدينية.
اختتم الحزب بيانه بالتأكيد على أهمية استمرار التنسيق المؤسسي بين الوزارات والجهات المعنية، لضمان استدامة المشروعات المرتبطة بالمسار، وتطوير الخدمات المقدمة للزائرين بما يليق بقدسية هذا المسار وتفرده، مشيدًا بالدور الوطني الذي تقوم به الدولة المصرية في حماية دور العبادة والمقدسات على اختلافها، وترسيخ العدالة الدينية واحترام التعددية.
وأشار البيان إلى أن "مسار العائلة المقدسة هو رسالة حضارية متجددة، تؤكد أن مصر كانت وستبقى على الدوام أرض اللجوء والسكينة، وملتقى الأديان، ومنارة للسلام والتسامح في محيطها الإقليمي والدولي".