التنمر مشكلة تواجه العديد من الأطفال في مختلف المراحل العمرية، وقد يترك أثرًا نفسيًا عميقًا عليهم إذا لم يحصلوا على الدعم المناسب من أهلهم، في هذا السياق، تؤكد الدكتورة سلمى محمد، أخصائية النفسية والكلينيكية، على أهمية أن يمنح الأهل أطفالهم "طاقة حب وحنان كبيرة" لتعويض الحزن الذي تعرض له الطفل بسبب التنمر، فالطفل الذي يتعرض لسلوك التنمر يحتاج إلى بيئة آمنة يشعر فيها بأنه محبوب ومقدر.
أول خطوة في دعم الطفل هي الابتعاد تمامًا عن التعنيف أو رفض الطفل بسبب ما يحدث له، لأن ذلك يزيد من ألمه النفسي ويعمق شعوره بالعزلة، بدلًا من ذلك، يجب على الأهل أن يظهروا له قبولًا غير مشروط، ويعبروا عن دعمهم وتفهمهم الكامل لمشاعره، عندما يشعر الطفل أن أهله يقفون بجانبه، يصبح أكثر قدرة على مواجهة التنمر بشجاعة وثقة.
من الحلول العملية التي يمكن للأهل اتباعها لمساعدة الطفل على تجاوز تجربة التنمر هي التحدث معه بصدق وهدوء عن ما يحدث، والاستماع إليه دون انتقاد أو لوم، من المهم أن يشعر الطفل بأنه ليس وحده وأن هناك من يسانده ويساعده، كما يمكن تعليم الطفل طرق التعامل مع التنمر، مثل الابتعاد عن المواقف السلبية واللجوء إلى معلميه أو مسؤولين في المدرسة عند الضرورة.
علاوة على ذلك، يجب على الأهل تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال تشجيعه على ممارسة هواياته وتنمية مهاراته، وكذلك تعزيز علاقاته الاجتماعية الإيجابية مع أقرانه، الدعم النفسي المتواصل والاهتمام بحالته العاطفية يساعدانه كثيرًا في استعادة توازنه النفسي.
يجب أن ندرك أن التنمر ظاهرة يمكن التصدي لها بتكاتف الأسرة والمجتمع، وأن الدعم الأسري هو العامل الأهم في حماية الطفل من أضرار التنمر وتمكينه من تجاوزها بأمان وقوة.