أستاذ دراسات قبطية: "العائلة المقدسة" انفردت بهذا اللقب.. ومصر اهتمت بإحياء مسارها (حوار)

أستاذ دراسات قبطية: "العائلة المقدسة" انفردت بهذا اللقب.. ومصر اهتمت بإحياء مسارها (حوار)
أستاذ
      دراسات
      قبطية:
      "العائلة
      المقدسة"
      انفردت
      بهذا
      اللقب..
      ومصر
      اهتمت
      بإحياء
      مسارها
      (حوار)

تحتفل الكنائس يوم 1 يونيو 2025، سنويًا بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر، حيث تُنظم الاحتفالات والقداسات فى الكنائس، احتفالًا بهذه المُناسبة.

وبالتزامن مع احتفالات ذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، أجرت الدستور حوارًا مع  الدكتورة ميرى مجدى أنور كامل أستاذ الدراسات القبطية بقسم الإرشاد السياحى بكلية السياحة والفنادق جامعة الإسكندرية.

وأكدت “مجدي” خلال حوارها على أن لقب العائلة المقدسة لم يطلق إلا على هذه العائلة، فهى أقدس العائلات، وأفرادها أقدس القديسين، فمع أنه كان يوجد عائلات أخرى كل أفرادها قديسون مثل عائلة زكريا الكاهن وأليصابات والقديس يوحنا المعمدان، إلا أن هذا اللقب خصص فقط لعائلة السيد المسيح.

 

وجاء الحوار الآتي:

كيف اهتمت الدولة المصرية بتطوير مسار العائلة المقدسة فى مصر؟

تولي الدولة المصرية اهتمامًا بالغًا بمشروع إحياء مسار العائلة المقدسة، باعتباره أحد أهم المشروعات القومية ذات الأبعاد الدينية والثقافية والسياحية، ويشمل المشروع تطوير 25 نقطة في 8 محافظات، حيث تم تنفيذ أعمال ترميم لعدد كبير من الكنائس والأديرة المرتبطة بأماكن العائلة المقدسة، وتحسين البنية التحتية، وتوفير الخدمات السياحية، ما يُعزز مكانة مصر على خريطة السياحة الدينية العالمية.

 

ماهى المواقع التى تم الانتهاء من تطويرها وافتتاحها؟

المواقع التي تم الانتهاء من تطويرها وافتتاحها:

كنيسة السيدة العذراء بسخا في كفر الشيخ: هى الكنيسة الحالية التى شب بها حريق مروع يوم 16/6/2008 وتم افتتاحها بعد الترميم فى مارس 2021، وقد تم تطوير المنطقة المحيطة بها، بما في ذلك الشوارع المؤدية إليها، وتوفير الخدمات اللازمة للزائرين.

كنيسة الشهيد أبانوب في سمنود: تم الافتتاح فى يناير 2021 حيث شهدت تطويرًا شاملًا للمنطقة المحيطة، بما في ذلك تحسين المرافق العامة وتجميل الميدان الرئيسي.

كنيسة أبي سرجة في مصر القديمة: تم ترميمها بالكامل، وهي تُعد من أقدم الكنائس التي زارتها العائلة المقدسة.

موقع تل بسطا في الشرقية: تم تطويره وافتتاحه في 1يونيه 2021، وشملت الأعمال تجديد قاعة العرض الأثري، وإنشاء بوابات سياحية، وتحسين المرافق العامة.

أديرة وادي النطرون: تم ترميم عدة كنائس وأديرة، وتحسين الطرق المؤدية إليها، وتوفير الخدمات السياحية اللازمة.

شجرة المطرية: تم ترميم الموقع بالكامل وافتتح فى سبتمبر 2022.

وتسعى الدولة من خلال هذه الجهود إلى تحويل مسار العائلة المقدسة إلى منتج سياحي متكامل، يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ويعزز من التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية.

 

ما هي أهم أسباب مجي العائلة المقدسة إلى أرض مصر؟

تعددت الأسباب وراء مجئ العائلة المقدسة لمصر والممثلة في ظهور الملاك للقديس يوسف النجار والذى قال له: "قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه"، وبالتالى لكى يبعد عن أعين هيرودس الملك.

ولكي يتم ما قيل من قبل الأنبياء "من مصر دعوت ابني..." فهو تحقيق للنبوءات القديمة، بإلإضافة لأن مصر كانت ملجأ للأنبياء فى العهد القديم مثل (إبراهيم أبو الأباء، يوسف الصديق، يعقوب، موسى النبي)، ولأنها ليست واقعة تحت سلطان وحكم ملك اليهودية وهو الملك هيرودس الكبير، فهي ولاية مستقلة تقع تحت حكم الامبراطور الروماني مباشرة.

كما من ضمن الأسباب لأن الطريق إلى مصر سهل الوصول بدون عوائق طبيعية، فهى  قريبة جدا  من فلسطين ويتم الدخول  من غزة إلى رفح إلى سيناء  ومن السهل  دخولها  فهي  بلاد  آمنة، القضاء على الوثنية المنتشرة في ذلك الوقت داخل البلاد، وجاء السيد  المسيح  إلى مصر لأنه يعرف  أن مصر  هى  الوحيدة   التى  تمثل  الحصن  المنيع   والتى  ستقوم  باستضافته  والترحيب  به هو  وعائلته  فهي  الربوة  والتل  المرتفع الآمن  من الأخطار  وبالفعل  كانت  مصر   البلد  الوحيد   الذى  بورك  شعبها  "مبارك   شعبي  مصر".

 

ما هى المصادر التى تثبت مجئ العائلة المقدسة إلى مصر؟

وقام  البعض  بتقسيم  المصادر  الرئيسية  التى  تدلنا  على خط  سير  الرحلة  إلى مصر:  

- إما عن  طريق الميامر الخاصة  بعدد  من البطاركة  والأساقفة، فكلمة ميمر هى كلمة سريانية تعني سيرة أو تاريخ قديس.

- أو كتابات  تاريخية جغرافية  قديمة  خاصة  بالكنيسة  القبطية  فى مصر.

- أو كتابات  دينية خاصة بسرد سير القديسين (السنكسار والدفنار)

- أو الكتابات المنحولة  (الأبوكريفا)  والتى  لا تأخذ  بها  الكنيسة  القبطية.

وكل  مصدر  من هذه  المصادر  يسرد  مناطق  مختلفة  كل واحدة  عن الأخرى ولكن  يقال  إن  أقدم  النصوص  التى وصلت  إلينا تؤرخ  من نهاية   القرن  الرابع  أو بداية  القرن  الخامس  الميلادى  وهى  تحدد من ضمن  الأماكن التي أقامت  بها  العانلة  المقدسة منطقة هرموبوليس فى مصر الوسطى  (الأشمونين ) وهذا ما دونه Sozomene   وهو  مؤلف  من منتصف  القرن الخامس الميلادى.  

 

ولذا  أردنا  أن  نوضح  المصادر  لخط  سير  الرحلة التى  استند عليها أغلب  الباحثين  فيحب  الرجوع  للأصول  المتمثلة فى:

الميامر  المقدسة

1- عصر  البطاركة الأوائل  متمثل  فى رؤيا  البابا  ثاؤفيلس  بحلول  السيدة  العذراء  بجبل قسقام  والمدون  تحت  مسمى "ميمر  البابا  ثاؤفيلس  البابا  الـ 23" الذى يروي  لنا  أخبار  الرحلة المقدسة  إلى  ربوع  مصر  المباركة  وذهب لجبل  قسقام  وهنا ظهرت له السيدة العذراء مريم  في الرؤيا لتعلمه بخط سير العائلة المقدسة، وقد دون هذه الرؤيا بنفسه وهذا المخطوط  يوجد  منه  أكثر  من نسخة.

 

2- ورد أيضا  فى ميمر الأنبا زاخاريس  أسقف مدينة  سخا  الذى  كتب  عن يوم  الرابع والعشرين  من شهر بشنس  وهو  عيد  دخول  السيد المسيح  إلى مصر  والذى  أوضح  فى ميمره  كل  النبوءات  التي  تحققت  من قبل  الأنبياء  بأن  العائلة  المقدسة  ستتجه  لمصر  بعدًا عن الملك  هيرودوس  وأن  هذه العائلة  مرت  بأماكن  متعددة،  والنسخة  القبطية الأصلية  لهذا  الميمر  ربما  ترجع  للقرن  السابع الميلادي.  

 

3-ميمر الأنبا قرياقوص  أسقف  البهنسا  عن اليوم  السابع من شهر  برمودة وهو يوم  حلول  العائلة  المقدسة  فى  جبل  قسقام (دير  المحرق).

 

4- أيضا  يوجد  ميمر  آخر  للأنبا  قرياقوص أسقف  البهنسا خاص  بحلول  القديسة  العذراء  مريم وابنها  يسوع  المسيح  فى المكان  المقدس  المعروف  حاليا  ببيت  يسوع  الكائن  فى مدينة  البهنسا  (دير الجرنوس  حاليا)  يقرأ فى  اليوم  الخامس  والعشرين   من شهر  بشنس.

 

5- ميمر  البابا  الأنبا  تيموثاوس  الثاني  الذى  أطلق  عليه "ميمر  الصخرة " والمقصود  بالصخرة  هنا  جبل  الطير  (جبل   الكف)  فى  المنيا وقد قيل  إن هذا  الميمر  محفوظ  باللغة  القبطية  ويرجع  إلى القرنين العاشر  والحادي عشر الميلادى.

 

ما هى الأماكن التى مرت بها العائلة المقدسة؟

بدأت رحلة العائلة المقدسة فى مصر من دخولها من مدينة رفح، والتي لعبت دورا مهام في العصر الروماني كموقع عسكري مميز تم تحصينها ولهذا لجأ إليها العائلة المقدسة واستراحت بها كأول محطة لها.. ثم توجهت إلى منطقة الشيخ زويد ومنها للعريش يليها الفلوسيات ثم المحمدية والقلس، وكانت آخر المحطات فى شمال سيناء مدينة الفرما (بيلوزيوم).

ارتحلت العائلة المقدسة من الفرما إلى تل بسطا (الزقازيق حاليًا)، وقد روى المؤرخون والكتاب أن تل بسطا هي أول مدينة دخلت إليها العائلة المقدسة تحديدًا يوم 24 بشنس، وبها حدثت أحداث متعددة فقيل إنه قبل دخولهم المدينة، جلسوا تحت شجرة ليستظلوا بها من حرارة الشمس، وكانت شجرة نخل بها تمر رطب فانحنت للطفل يسوع حتى يتمكن من أكل بلحها الجميل، ولكن هذه الشجرة ليس لها وجود حاليًا.

فمن أهم الأحداث التي وقعت عندما كانت العائلة المقدسة مستظلة أسفل الشجرة أن الطفل يسوع عطش فاضطرت القديسة العذراء مريم أن تدخل المدينة لتطلب ماء ولكنها لقيت رفضا من الجميع، وعندما رجعت فارغه، رسم الطفل يسوع على الأرض بإصبعه دائره فانفجر نبع ماء عذب، ويقال إن هذا النبع هو البئر الذي تم الكشف عنه حديثًا في عام 1997 تل بسطا.

وذهبت العائلة المقدسة إلى بلبيس حيث العائلة المقدسة عندما تحت شجرة لتقيها من شدة الحرارة، وأصبحت بركة كبيرة وسميت "بشجرة مريم" وأصبحت موضع احترام الجميع، ولكنها ليست موجودة حاليًا.

ومن بلبيس إلى منية جناح مارة ببلدة دقادوس واستراحت بها عدة أيام وانبع الطفل بئر ماء، لا تزال موجودة كبركة بكنيسة السيدة العذراء مريم بدقادوس والتي هي مقامة على نفس البقعة التي حلت بها العائلة المقدسة.

ومن منية جناح أو منية سمنود عبرت العائلة المقدسة فرع دمياط إلى أن وصلت لسمنود، ويروى أن القديسة العذراء مريم قد شاركت سيدة من مدينة من سمنود في اعداد الخبز فعجنت بماجور حجري وهذا المجاور هو الماجور المقدس الذي ما زال معروضًا بحوش كنيسة السيدة العذراء والقديس أبانوب بسمنود الأثرية، وعند عند شرقي الكنيسة بئر ماء باركها السيد المسيح.

ورد في الآثار القديمة، أن العائلة المقدسة اتجهت من مدينة سمنود شمالًا بغرب إلى منطقة البرلس بقرية تدعى شجرة التين، ثم المطلع ثم مضت إلى مكان يدعى (بلاد السباخ) وعبرت الفرع السبنيتي للنيل حتى وصلت إلى مدينة سخا.

تباركت منطقة سخا الحالية بحلول العائلة المقدسة بها وهناك برهان يؤكد مجيئها إلى هذا الموضع وهو الحجر المطبوع عليه قدم السيد المسيح والذى تم الكشف عنه بالصدفة فى يوم 27/9/1984.

ومن سخا ارتحلت العائلة المقدسة فى طريقها للقاهرة ووصلت لوادي النطرون الذى له مكانة كبيرة جدًا تاريخيًا، فقبل ظهور الرهبنة به، تبارك بحلول العائلة المقدسة. ومن أهم ما تركته لنا العائلة المقدسة بالمكان عندما استقرت وهي في طريقها للدلتا بمنطقه يطلق عليها "مدينة أو بحيرة الحمرا" فباركها السيد المسيح وأنبع بها نبع ماء عذب ما زال إلى الآن موجودا في منتصف البحيرة الحمرا ويطلق عليه "نبع مريم" وهي عباره عن عين في ملاحات وادي النطرون.

وعند مدخل القاهرة استراحت العائلة المقدسة في منطقة مسطرد (المحمة حيث مكان استحمام السيد المسيح) داخل مغارة منحوته في الصخر ما زالت موجودة وانبع السيد المسيح نبع ماء بها أصبحت بئرا مقدسة تبارك بها الجموع كلها. 

 

ومن مسطرد توجهت لمنطقة المطرية التي تعد من أقدس الأماكن المسيحية التي مرت عليها العائلة المقدسة واستقرت بها، فاستظلت تحت شجرة قيل عنها إنها انشقت واختفى داخلها وحمت بفروعها بشكل معجزي الطفل يسوع من شر جنود هيرودس الملك. 

 

بينما أوضح آخرون أن أصل هذه الشجرة جاءت من خلال عصا كانت بيد القديس يوسف النجار يتوكأ عليها من اشجار ارض اريحا اعطاها للطفل يسوع الذي اخذها وكسرها إلى اجزاء صغيرة وزرعها في هذا المكان فانبتت شجرة استظلوا تحتها ولقد انبع السيد المسيح نبع ماء حلو، وأخذ يسوع من هذا الماء في يديه وسقى الأجزاء الصغيرة التي زرعها ففي الحال انبتت وانبعثت منها رائحة جميلة للغاية وهي الأجزاء التي كبرت وسميت بالبلسم أو (نبات البلسان).

تذكر بعض المراجع الحديثة (طبقًا للتقليد الكنسي) أن العائلة المقدسة توقفت في القاهرة بعض الوقت في أماكن متفرقة أثناء أو بعد ذهابها إلى المطرية ومصر القديمة (بابليون) وبالتحديد منطقة حدائق الزيتون (حي الزيتون) القريبة جدًا من المطرية، والتي لم يرد عنها أي ذكر في المصادر القديمة أو بالتحديد المصادر التي كتبت قبل عام 1968م، وهذا ناتج عن أنه لا يوجد أي أثر ملموس وواضح مرتبط بحلول العائلة المقدسة في هذا المكان، نقصد أنه لا يوجد بئر ولا شجرة ولا مغارة ولا أي شيء واضح لهذا استبعدت من طريق رحلة العائلة المقدسة، ولكن نتيجة ظهور القديسة العذراء مريم على قباب كنيسة العذراء بالزيتون في يوم 2 أبريل عام 1968م، واستمرارها 24 شهرًا على التوالي، هذا كان السبب وراء ترجيح توقف العائلة المقدسة بهذا المكان خاصة أنه قريب جدًا من المطرية، ومن الطبيعي أن تكون قد مرت عليها أثناء رحلتها.

ومن أهم المناطق التي استقرت بها العائلة المقدسة بمصر هي منطقة حارة الروم، فعلى الرغم من أن الوحيد الذي انفرد بذكر بئر العذراء مريم هو المؤرخ الكبير أبو المكارم، إلا أنها أصحبت مؤكدة وواضحة بوجود البئر الخاصة بالعائلة المقدسة. كما أكد لنا التقليد القبطي والأثيوبي أن العائلة المقدسة اتجهت إلى حارة زويلة، التي تباركت بمرور العائلة المقدسة عليها، كما رجح البعض أيضًا طبقًا لما أوضحته الراهبات بدير السيدة العذراء أن العائلة المقدسة عاشت بهذا المكان وبارك السيد المسيح البئر الواقعة أمام الهيكل الجنوبي بكنيسة العذراء مريم الأثرية، وشربت منه القديسة العذراء مريم، ولهذا يفد إليها كل عام الكهنة الأثيوبيون في تذكار عيد العذراء مريم في فيلبي ليأخذوا بعضًا من هذه المياه المباركه من هذه البئر المقدسة. وأجدد ما تم الكشف عنه داخل حارة زويلة أيضًا فى نهاية 2022 الصهريج الذي استخدمته العائلة المقدسة عندما كانت بالمنطقة حيث قامت السيدة العذراء مريم بغسل ملابس السيد المسيح به.

بعدما تركت العائلة المقدسة حارة زويلة، توجهت إلى منطقة الفسطاط، ولكن في طريقها استراحت بمنطقة واقعة حاليًا خلف الكاتدرائية المرقسية القديمة (بشارع كلوت بك -بمنطقة الأزبكية بالقاهرة)، تحديدًا في المكان الواقع به الآن "مقر دير السيدة العذراء السريان العامر في القاهرة وهو ما يعرف باسم "كنيسة العزباوية" حيث نجد هناك إلى الآن بئر ماء، يقال ان العائلة المقدسة شربت منها وباركتها، فأصبحت مياها مباركة ومقدسة تشفي من جميع الأمراض.

من أهم المناطق التي استراحت بها العائلة المقدسة في  طريقها إلى مصر منطقة وسط حصن بابليون والتي تحوي شواهد وآثارًا تثبت وتؤكد هذا الكلام من خلال النخلتين عند مدخل الكنيسة المعلقة طبقًا للرحالة الأوروبين، المغارة والبئر المقدسة بكنيسة ابي سرجه والتى يطلق عليها بيت لحم الثانية، ايضًا المغاره والبئر الواقعين بكنيسة القديسة العذراء مريم النياح.

ارتحلت العائلة المقدسة من منطقة مصر القديمة (بابليون) متجهة ناحية الجنوب، حيث وصلت إلى منطقة المعادي، والتي كانت في عهد الفراعنة هي الحدود الخارجية لمنف أي أنها آخر مدينة على حدود ممفيس، ولهذا حدد البعض أنها عبرت النيل من المعادي بالمركب الشراعي واتجهت إلى منف ومنها اتجهت لصعيد مصر.وما يؤكد مجئ العائلة المقدسة إلى هذا المكان هو أننا نجد أمام الكنيسة حاليًا سلما صغيرا أثريا يؤدي إلى النيل يشير إلى أن العائلة المقدسة نزلت عليه وركبت من عنده المركب الشراعي. كما نجد البئر الأثرى الواقع فى النهاية الغربية من صحن الكنيسة.كذلك تم الكشف حديثًا عن سرداب استخدمته العائلة المقدسة للأختباء.

وتبدأ رحلة العائلة المقدسة فى الصعيد بمنطقة اشنين النصارى حيث يفتخر أهل اشنين النصارى حتى اليوم بكونهم ينتمون إلى هذه القرية بسبب زيارة العائلة المقدسة لها ومباركتها لهم. ويروى التقليد المحلي أن ماء البئر الواقع على بعد حوالي 80 مترًا شمالى كنيسة القديس مارجرجس قد باركه السيد المسيح عندما مرت العائلة المقدسة بالقرية.

توجهت العائلة المقدسة من منطقة اشنين النصارى إلى دير الجرنوس شرقى البهنسا الواقعة على بعد 10 كم غرب اشنين النصارى، وبهذه المنطقة نجد كنيسة القديسة العذراء مريم التي ترجع إلى القرن التاسع عشر الميلادي والمبنية على نفس الموضع الذي استراحت به العائلة المقدسة وشربت من البئر الواقعة إلى الآن بالكنيسة والذي كان منسوب المياه فيه منخفض فجاءت العذراء بيد السيد المسيح ووضعتها على البئر فارتفع منسوب المياه.

من الأماكن الهامة التي مرت بها العائلة المقدسة في طريقها إلى سمالوط مدينة البهنسا.. يقال إن العائلة المقدسة لجأت إلى معبد فرعوني لتقضى فيه ليلتها ولكن ما أن دخلت حتى تساقطت أعمدة المعبد وأوثانه فأسرعت إلى الهروب.. واتجهت لتجلس بجوار شجرة كبيرة.. ويقال إن أحد المزارعين الفلاحين مر بهم عائدًا لبيته فاستضافهم في منزله وذهب ليجلب لهم الماء من مكان بعيد ليشربوا، وعندما رأى السيد المسيح كيف تعب هذا المزارع ليجلب لهم الماء، قام بتفجير نبع ماء قريب من بيته.

اتجهت العائلة المقدسة من المعادي إلى البهنسا والتي استقلت منها مركبًا باتجاه الجنوب وعبرت النيل حتى وصلت إلى جبل الطير شرقي مدينة سمالوط الحالية حيث يوجد حاليًا دير القديسة العذراء مريم. الذي يحوي المغارة التي يقال ان العائلة المقدسة قد التجأت إليها وهي في منطقة جبل الطير.

عبرت العائلة المقدسة النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية واتجهت من جبل الطير إلى بلدة الاشمونين بجوار ملوي بعد سفر 60 كيلومترا. وفي الآشمونين تعددت المعجزات والاحداث التي قام بها السيد المسيح في هذه المنطقة، فعند دخول العائلة المقدسة  استضافهم شخص طيب من اهل البلدة.

بالقرب من الجبل الشرقي بين دير أبو حنس والشيخ عبادة نجد بئر السحابة في أنصنا، والذي ما زال ينبع ماءً حلوًا، واقعًا بالقرب من دير القديسة العذراء البتول بأنصنا، فعندما مرت العائلة المقدسة بهذا الموضع أرادت العذراء مريم ان تسقي طفلها فلم تجد ماء فبارك السيد المسيح المكان وانبع به هذه العين المقدسة.

تركت العائلة المقدسة المنيا وملوي واتجهت إلى أسيوط وبدأت رحلتها نحو سيرها جنوبًا حتى ديروط الشريف، ومنها لجبل أسيوط حيث موقع دير السيدة العذراء مريم المحرق الذى يعد نقطة رسمية ورئيسية للمسار حيث استقرت به العائلة المقدسة أكثر من ستة أشهر وهى أطول مدة فى مكان واحد، بل كما قال البعض إن هذا البيت البسيط صار أول كنيسة في مصر كلها حيث المذبح المقدس الذى تبارك بيد المسيح ذاته كقول أشعياء النبى: "سيكون مذبح فى وسط أرض مصر".

وتلقت العائلة المقدسة من الملاك في جبل قسقام أمر العودة إلى أرض إسرائيل بعد موت الملك هيرودس، ولهذا نجد تقليدا شفاهيا (دون في بعض المخطوطات) ولكنه لم يدون في المصادر التاريخية والكنسية التي أجمعت على أن دير المحرق يمثل آخر بقعة بلغتها العائلة المقدسة في رحلتها التاريخية داخل مصر، يوضح أنها انحرفت إلى منطقة واقعة جنوبى غرب اسيوط (درنكة) ومكثت بمغارة منحوته في الصخر واستقرت بها، إلى أن توفر لها مركب للرجوع به.

 

كيف يتم تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فى مسار العائلة المقدسة؟

يُعد مسار العائلة المقدسة أحد أهم المشروعات السياحية والدينية في مصر، ويمثل فرصة واعدة لجذب الاستثمارات الخاصة. لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذا المشروع، تتبنى الدولة عددًا من الآليات والمحفزات، تبدأ بتطوير البنية التحتية في المناطق التي يمر بها المسار، مثل تحسين الطرق، وتوفير الخدمات، وتجميل المواقع الأثرية والدينية. كما تُمنح تسهيلات في استخراج التراخيص وتُوفر حوافز ضريبية للمستثمرين الراغبين في إقامة مشروعات سياحية مثل الفنادق، والمطاعم، ومراكز الحرف اليدوية.

تسعى الحكومة أيضًا إلى إشراك القطاع الخاص من خلال الشراكة في إدارة بعض المواقع أو تطويرها بما يضمن الاستدامة وجودة الخدمات. ويتم الترويج للمسار محليًا ودوليًا بالتعاون مع الكنيسة والهيئات السياحية، ما يزيد من ثقة المستثمرين في عائدات المشروع. إضافة إلى ذلك، يتم تنظيم ورش عمل وملتقيات بين المسؤولين والمستثمرين لتوضيح فرص الاستثمار المتاحة والتحديات القائمة.

كل هذه الجهود تهدف إلى تحويل مسار العائلة المقدسة إلى منتج سياحي متكامل يجذب الزوار من مختلف.

 

كيف يتم وضع مسار العائلة المقدسة على خريطة السياحة العالمية؟

لوضع مسار العائلة المقدسة على خريطة السياحة العالمية، تبذل الدولة جهودًا متعددة تشمل الترويج الدولي والتنسيق مع الكنائس العالمية ومنظمات السياحة الدينية. يتم تنظيم حملات دعائية في الأسواق المستهدفة، خاصة في أوروبا وأمريكا اللاتينية، حيث يوجد اهتمام بالسياحة المسيحية. كما تُشارك مصر في المعارض السياحية الدولية لعرض المسار كمنتج فريد يجمع بين التاريخ والدين والثقافة.

تم إدراج المسار ضمن برامج شركات السياحة الكبرى، مع إعداد كتيبات وأفلام توثيقية بعدة لغات تُبرز أهمية المواقع التي زارتها العائلة المقدسة. كما يجري التنسيق مع الكنيسة القبطية والفاتيكان لتعزيز المصداقية الدينية للمسار.

وعلى المستوى المحلي، يتم تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات بالمناطق التي يمر بها المسار، لضمان تجربة سياحية متميزة تُشجع الترويج الإيجابي من قبل الزوار، مما يسهم في ترسيخ مكانة المسار عالميًا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق انجاز جديد للرياضة المصرية ..رئيس شباب النواب يهنئ نادي بيراميدز بفوزه ببطولة إفريقيا للمرة الأولي في تاريخه
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل