في الأول من يونيو من كل عام، يحتفل العالم بعيد ميلاد أحد أعظم نجوم هوليود على الإطلاق، النجم الأمريكي مورجان فريمان، الذي أتم اليوم عامه الثامن والثمانين.
لم يكن طريق فريمان مفروشًا بالورود، بل كان حافلًا بالتحديات والقرارات المصيرية، بدءًا من حلم الطفولة بأن يكون طيارًا، وصولًا إلى كونه أحد أبرز الوجوه السينمائية وأكثرها تأثيرًا على مدار أكثر من نصف قرن.
طفولة متواضعة وحلم الطيران
ولد مورجان فريمان في ممفيس، تينيسي، عام 1937، ونشأ في بيئة متواضعة، أحب التمثيل منذ صغره، ووقف على المسرح المدرسي لأول مرة في التاسعة من عمره، لكنه في المقابل كان يحمل حلمًا آخر لا يقل شغفًا: أن يصبح طيارًا مقاتلًا.
وبالفعل، بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، رفض منحة دراسية في مجال التمثيل، وانضم إلى سلاح الجو الأمريكي، ليحقق حلمه، لكنه بعد سنوات من الخدمة، أدرك أن الطيران “أداة للقتل” على حد وصفه، فقرر أن يتخلى عن الزي العسكري ويعود إلى المسرح والفن، ويكرس حياته للتمثيل.
بداية فنية بطيئة ونجومية متأخرة
التحق مورجان فريمان بكلية في لوس أنجلوس لدراسة التمثيل، ثم بدأ مسيرته الاحترافية من خلال مسارح برودواي في الستينات، وفي عام 1971، شارك في أول أعماله السينمائية، لكنه غاب عن الشاشة الكبرى لعدة سنوات، مكتفيًا بالعمل في التلفزيون والمسرح.
التحول الجذري جاء عام 1987، حين قدم أداءً استثنائيًا في فيلم Street Smart، الذي جعله يلفت أنظار النقاد، وينال أول ترشيح له لجائزة الأوسكار. ومن هنا، بدأت مرحلة جديدة في حياته الفنية، اتسمت بالاستقرار والتقدير العالمي.
أفلام خالدة وأدوار لا تنسى
توالت النجاحات بعد Street Smart، حيث شارك في عدد من أهم أفلام القرن العشرين، أبرزها:
• Driving Miss Daisy (1989) الذي رُشّح فيه لجائزة الأوسكار عن دور سائق أمريكي من أصل إفريقي في جنوب الولايات المتحدة.
• The Shawshank Redemption (1994) أحد أشهر الأفلام في التاريخ السينمائي، حيث جسّد فيه شخصية “ريد” بإحساس عميق حفر اسمه في ذاكرة الجمهور.
• Seven (1995)، وKiss the Girls (1997)، وBruce Almighty (2003)، وMillion Dollar Baby (2004)، الذي فاز عنه بأوسكار أفضل ممثل مساعد.
كما تألق في ثلاثية The Dark Knight بدور “لوسيوس فوكس”، المستشار التكنولوجي لبروس واين، مؤكّدًا تنوعه وقدرته على تجسيد أدوار مختلفة بعمق وثقة.
صوت السينما وروح الوثائقيات
يمتلك مورجان فريمان صوتًا لا ينسى، جعله من أبرز الممثلين في الأعمال الوثائقية. فقد شارك بصوته المميز في عشرات الأفلام والبرامج الوثائقية، أبرزها March of the Penguins، الذي لاقى نجاحًا هائلًا بفضل روايته الهادئة والمؤثرة.
وبعيدًا عن الشاشة، يعرف فريمان بتواضعه وإنسانيته وحكمته. لطالما كان صوتًا داعمًا للعدالة الاجتماعية، وناشطًا في قضايا المساواة والتمكين. تزوج مرتين، ومر بتجارب شخصية صعبة، لكنه ظل محافظًا على سمعته الفنية والشخصية.
في عام 1993، أخرج فيلمه الوحيد “Bopha!” عن الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وحظي بإشادة نقدية واسعة.
جوائز وترشيحات تتجاوز الأرقام
خلال مسيرته، حصل فريمان على عشرات الجوائز، منها:
• جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد عن فيلم “Million Dollar Baby”.
• ترشيحات أوسكار عن أفلام: Street Smart، Driving Miss Daisy، The Shawshank Redemption، Invictus.
• جائزة جولدن غلوب، وعدد من الجوائز الفخرية منها وسام الحرية الرئاسي.