في قاعة امتحان خاوية بمدرسة "كمال عبيد" الثانوية في محافظة السويداء السورية، جلس كريم عبد الكريم الحمدان أمام أوراق امتحان الفصل الدراسي الثاني، ليكون الطالب الوحيد الذي حضر من بين جميع زملائه.
صورة كريم تحولت إلى رمز للإصرار وسط ظروف استثنائية، وحصدت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث رأى فيها السوريون شمعة أمل في ظلام الاضطرابات التي تعصف بالجنوب السوري حسب تقرير لـ"سكاي نيوز عربية"
امتحان في مواجهة الخوف
وفقاً لصفحة المدرسة على "فيسبوك"، حضر كريم يوم الامتحان رغم الغياب الكامل لزملائه بسبب التهديدات الأمنية المتصاعدة، وتحذيرات الأهالي من خروج الطلاب خشية الاشتباكات المسلحة، وتعليق الدراسة في مدارس عديدة بالمحافظة.
وكتبت المدرسة منشوراً قالت فيه على صفحتها على الفيسبوك قالت فيه: "الكادر الإداري والتدريسي يتقدم بالشكر الجزيل للطالب كريم الحمدان وأسرته لإصراره على إكمال الامتحان... القوة هي أن تكون مختلفاً ومتميزاً".
وحقق منشور المدرسة انتشارا واسعا حيث شاركت عشرات الصفحات التابعة لنشطاء سوريين ومؤسسات تعليمية المنشور، ووصفه مغردون بـ"الطلقة التي لا تُقتل" و"رسالة للاستمرار رغم الدمار"، وطالب متابعون بتكريم كريم رسمياً.
السويداء على صفيح ساخن
شهدت المحافظة توترات حادة في الأسابيع الأخيرة، تمثلت في اشتباكات مسلحة طائفية، ففي صحنايا وجرمانا (ريف دمشق) اندلعت مواجهات بعد تسجيل صوتي مُسيء نُسب خطأً لأحد مشايخ الدروز، أسفر عن مقتل 14 شخصاً بينهم 6 من قوات الأمن.
أما قرية الصورة الكبيرة فدخلتها مجموعات مسلحة، وفشلت الفصائل الدرزية في إعادة السيطرة عليها، ما اضطر الحكومة لإرسال قوات الأمن العام.
وأثناء توجهه لتهدئة الأوضاع في صحنايا، تعرض الوفد لإطلاق نار مفاجئ من منطقة "براق" على طريق دمشق-السويداء، مما أدى إلى إصابة 6 أشخاص.
اتفاق هش للتهدئة
بعد مفاوضات بين مشيخة العقل (المرجعية الدينية الدرزية) وحكومة دمشق، تم التوصل لاتفاق ينص على: انضمام 700 عنصر من فصائل السويداء المحلية لجهاز الأمن العام، وانتشار 200 عنصر من أبناء المحافظة لحراسة مداخل السويداء 37.
لكن الاتفاق لا يزال عُرضة للانهيار، خاصة بعد كمين نُصب لقوات الأمن العام في قرية "الدور" أوائل مايو 2025، مما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة أربعة.
التعليم أول ضحايا الاضطراب
أظهرت حالة كريم تأثير التوتر المباشر على العملية التعليمية مثل ثانوية كمال عبيد، شهدت غياباً شبه كامل للطلاب، ومدارس أخرى تعمل بنصف طاقتها رغم استمرار بعض المدارس في العمل، إلا أن الحضور كان ضعيفاً.
وفي مناطق مثل ريف درعا والسويداء الغربي، حيث تصاعدت الاشتباكات ما جعل الأهالي يمنعون أبناءهم من الذهاب للمدارس"، وفقاً لمصادر محلية.