وأخيرًا.... انتهى

محمد عبدالعزيز

   و أخيرا أسدل الستار على النسخة رقم  66 للدوري العام المصري لكرة القدم  لموسم ٢٤- ٢٥ وحصد النادي الاهلي لقب البطولة المفضلة لديه ولدى جمهوره، وفي حين حل بيراميدز وصيفًا، بينما تراجع الزمالك الغريم التقليدي إلى المركز الثالث.
       لم يكن للأهلي أن يترك الفرصة التي سنحت له لتحقيق اللقب رقم 45 للبطولة،  خاصة وأنه خذل جمهوره حين فرّط في البطولة الأفريقية أمام منافسه الجنوب أفريقي في الدور قبل النهائي لها، فكان لابد من ترضيتهم وقد سمح له المنافس بذلك حين خسر مباراتيه أمام فاركو ثم أمام البنك الأهلي.
   و أيا كانت تلك المناوشات الفنية والإدارية التي حفلت بها هذه النسخة من البطولة المحلية والقارية والعربية الأقدم، إلا أنها أحداث لم تخرج عن المعتاد في نسخ سابقة للبطولة. اللهم إلا تدخل البعض في صراع الأهلي وبيراميدز على حصد لقب البطل  و مناوشاتهما الإدارية واللائحية التي وصلت لمستويات دولية حتى تم حسمها !! ورغم الإشادة الدائمة بنادي بيراميدز وتأكيدنا على ضرورة الوقوف خلفه وتشجيع لاعبيه يوم الأحد القادم في مباراة العودة على نهائي دوري رابطة الأبطال أمام ماميلودي صن داونز الجنوب افريقي، إلا أنه ما كان لإدارته أن تسمح للجهاز الفني وبعض اللاعبين أن يحتفلوا بالفوز بدرع الدوري عقب نهاية مباراتهم الختامية !! 
     كان الأجدر بإدارة  نادي بيراميدز ولاعبيه والجهاز الفني- المتحمس دائما -تهنئة الفائز وعدم استفزاز جمهوره ليجد خلفه عشرات الآلاف مؤازرين لنجومه في مهمتهم الوطنية للاحتفاظ باللقب الأفريقي مصريا للعام الثالث على التوالي، بعد أن فاز الأهلي بآخر نسختين متتاليتين للبطولة. ورغم حسم المارد الأحمر للقب المفضل لدى جمهوره، يبقى هذا اللقب درسا يتعلم منه لاعبو الأهلي قبل غيرهم، فلولا تعثر بيراميدز  الطموح  لخسر الأهلي كل شيء هذا الموسم. 
    على جانب آخر، كنت أتمنى أن يقبل الأهلي التحدي، ويخوض منافسات المونديال العالمي تحت قيادة فنية لمدرب وطني واعد هو عماد النحاس رغم أن البعض قد يقول عبارة الكابتن فاروق جعفر الشهيرة " الدوري غير الدولي "، ولكن لم لا يغامر الأهلي وقد دعم فريقه بأسماء كبيرة من اللاعبين مصريين  او أجانب؟ 
   أما على المستوى الكروي العام فإن الأمر يستلزم إعادة نظر من منظمي البطولات واتحاد الكرة ورابطة الأندية لإعادة النظر في ملف كرة القدم وإدارتها وبطولاتها وجماهيرها ومحاربة ما يشاع حول دخول المراهنات لملاعب كرة القدم، فضلا على ساعات الهواء التليفزيونية المبالغ فيها والمخصصة للتعليق على أحوال الكرة، وزرع الاحتقان بين الجماهير لدرجة تشجيع جماهير نادي محلي لفرق أجنبية منافسة فقط نكاية في غريم وطني أملا في تعثره وإيقاف قطاره نحو حصد البطولات !! كما أتمنى من كل الفرق المتعثرة أن تعيد تنظيم صفوفها مع الاستعداد الجيد للبطولة القادمة وأن ينظر كل مقبل على المنافسة في نسختها الجديدة في ورقته ويراجع قوائمه، وأن يخفف الجميع من ادّعاء المظلومية وتقديم نفسه على أنه مضطهد  كرويا وأن المنظومة تتحالف ضده وتقف حائلا دون تحقيقه الانتصارات، فالجميع مصري بلا استثناء ونحن جمهور ذوّاق يشجع اللعبة الحلوة، ولنا في سيرة الصداقة بين النجوم الكبار من لاعبي الأندية ما يمكن نقله للجمهور المتعصب. 
     أتمنى كذلك أن يتدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لفرض قواعد المهنية ومعايير السلوك الرياضي على كل البرامج الرياضية وقد بدأ بالفعل حين ألزم بمدد محددة للبرامج الرياضية وتوقيتات ملزمة لنهايتها، وحين قرر إيقاف بعض مثيري الفتنة الكروية والمتجاوزين أخلاقيا. أما على مستوى المشجعين من النخب الواعية، فكلي أمل أن يتقوا الله في وطنهم وأن يدركوا أن كلمة منهم تزرع احتقانا لا يعلم مداه إلا الله، فكثير من مشجعي الكرة يغلب عليهم التعصب للنادي الذي يحبون، وهنا تكمن الخطورة إذ من الممكن استفزاز بعض المتعصبين في موقف كروي ما فيأتون بما لا يحمد عقباه. 
     أرجو ألا يتعدى أمر الكرة بعض المرح المسموح والمباح في إطار من الاحترام المتبادل والروح الرياضية وقبول بعضنا للبعض الآخر. ولنبدأ بمباراة بيراميدز مساء الأحد القادم أمام المنافس الجنوب الأفريقي في نهائي دوري رابطة الأبطال، ثم لنظهر كل روح رياضية في ختام الموسم الكروي المحلي بالمباراة النهائية على لقب كأس مصر بين الزمالك العريق وبيراميدز الطموح. وليدعم الجميع بعدها الأهلي كسفير للرياضة المصرية في المونديال العالمي، باحلم ؟ ولم لا نحلم بوسط رياضي اكثر احتراما ومحبة وعدالة ؟