حرائق سوريا... هل هناك شبهة سياسية ومن يمكن أن يقف وراءها؟

SputnikNews 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شبت حرائق هائلة وسط سوريا، الجمعة الماضية، ملتهمة مساحات من الغابات والأحراش الجبلية في منطقة الريف الغربي لمحافظة حماة، المتاخمة للحدود الإدارية مع محافظة اللاذقية.

وطرح البعض تساؤلات بشأن أسباب الحرائق التي تشهدها سوريا، وهل كانت طبيعية، أم سياسية توجهها بعض الدول التي تعبث في أمن سوريا.

حرائق سوريا

اندلعت النيران في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية ملتهمة مئات الهكتارات من غابات المناطق الساحلية وعدة مناطق جبلية في أرياف المحافظات منها جبلة ومشتى الحلو وصافيتا وتلكلخ وبلوران وصولا إلى وجبال منطقة القرداحة، وفقا لسكاي نيوز.

© REUTERS / SANA

وحسب وسائل الإعلام الرسمية السورية فإن الحرائق تسببت في وفاة أربعة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات بالجروح وحالات الاختناق نتيجة استنشاق الدخان الكثيف.

ووصلت النيران إلى أسوار مشفى القرداحة، مما تطلب نقل الجرحى والمرضى إلى مشافي أخرى وأماكن أكثر أمانا.

كما ألحقت الحرائق أضرارا واسعة بالبساتين والحقول الزراعية والأراضي الحرجية وتسببت في هدم أبنية ومصانع كبرى، وتخلل عمليات الإنقاذ وإخماد الحرائق صعوبات عديدة بسبب وعورة التضاريس والرياح القوية، حسب وسائل إعلام رسمية.

حرب تجويع

أسامة دنورة، المحلل السياسي والاستراتيجي السوري، وعضو الوفد الحكومي السابق المفاوض في جنيف، قال إن "من غير الممكن عمليا استبعاد احتمال وجود قصد جرمي وراء اشتعال الحرائق، ولا يمكن أيضا استبعاد الهدف التخريبي الإرهابي الذي قد تقف خلفه أيادٍ معادية خارجية".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أنه "على الرغم من اندلاع حرائق مشابهة في لواء إسكندرون ولبنان وفلسطين، إلا أن المسعى الأمريكي لخنق الشعب السوري اقتصاديا بات غنيا عن التعريف".

وتابع: "هذا المسعى لم يقتصر على العقوبات والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب، بل تعداه إلى سرقة النفط السوري من المنطقة الشرقية لحرمان الشعب السوري من مقدراته الوطنية واكتفائه الذاتي من حوامل الطاقة".

© Sputnik . Mikhail Voskresenskiy

وأكد أن "إحراق المحاصيل الاستراتيجية، ولا سيما القمح، هو واحد من السلوكيات المتكررة التي قام بها الأمريكيون وعملائهم في المنطقة الشرقية ضمن إطار "حرب التجويع".

وأكمل: "كوننا نشهد للمرة الأولى حرائق واسعة النطاق خارج نطاق الأراضي الحراجية، وفي نطاق الأشجار المثمرة هذه المرة، فهذا يعيد للذاكرة عمليات حرق المحاصيل في المنطقة الشرقية، لا سيما أن محصول الزيتون الذي ربما قد تم استهدافه هذه المرة هو أحد المحاصيل الاستراتيجية التي تحتل سوريا في إنتاجها موقعا ضمن الدول الأكثر إنتاجا على مستوى العالم".

نية إرهابية

النية التخريبية الإرهابية غير مستبعدة - والكلام ما زال على لسان دنورة- وكذلك وجود يد خارجية متورطة ليس مستبعدا، وعمليا الأمران سيان، فالتدمير الممنهج الذي نفذه الإرهابيون للبنى التحتية والمعامل والآثار والأسواق والمساجد تم بمجمله بأيدي تنظيمات دُعمت وسُلحت من قبل أطراف خارجية في طليعتها الولايات المتحدة وتركيا وقطر وسواها.

وأشار إلى أن "استهداف الثروة الزراعية والحراجية كأسلوب من أساليب الحرب ليس جديدا، والولايات المتحدة نفسها تعرضت لمثل هذا النوع من الحرب خلال الحرب العالمية الثانية عبر برنامج المناطيد اليابانية الحارقة العابرة للباسيفيكي".

© Sputnik . Mikhail Voskresenskiy

واستطرد: "وجود هذه الشبهات سابقة الذكر لا يغني عن الإقرار بوجود تقصير وضعف كبير في قدرات المكافحة والتصدي لهذا النوع من الكوارث ضمن إطار العمل الحكومي السوري، ولكن حتى ذلك أيضًا يُظهر بوضوح مدى التأثيرات التدميرية والتخريبية للعقوبات الجماعية التي تقوم بها الولايات المتحدة والغرب عموماً تجاه الشعب السوري، ومن المؤكد أيضا أن هذا الضعف في الإمكانيات قد أثار تساؤلات السوريين حول تحسس بعض الحلفاء بأزمات الشعب السوري ومعاناته، وجديتهم في مد يد المساعدة في  الوقت المناسب".

من جانبه قال غسان يوسف، المحلل السياسي السوري، إن "الحرائق الكبيرة التي تشهدها سوريا حاليًا غير معلومة المصدر، ولا يمكن التكهن به".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، "من الصعب الآن تحديد أسباب هذه الحرائق، وهل تعد طبيعية أم سياسية مقصودة".

وطالت الحرائق المشتعلة سوريا ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، حيث تأتي الحرائق وسط ارتفاع في درجات الحرارة بشكل غير معتاد في هذا الوقت من العام.

وانتشرت حرائق الغابات في مناطق مختلفة من إسرائيل والضفة الغربية لليوم الثاني وأجبرت آلاف الأشخاص على إخلاء منازلهم.

0 تعليق