يواجه منتخب الجزائر في السادسة مساء اليوم نظيره منتخب غينيا الاستوائية على أرضية ملعب "مولاي الحسن" بالعاصمة المغربية "الرباط"، ضمن دور المجموعات في بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 المقامة حاليًا في المغرب، وبعيدًا عن الساحرة المستديرة تمتلك الدولتان مجموعة من الأدباء الذين قدموا بصمة مميزة في عالم الأدب، وصنفت بعض رواياتهم كأهم الروايات في الدولتين، وهو ما نستعرضه في السطور التالية.

نجمة – كاتب ياسين

يعد الروائي الجزائري كاتب ياسين أحد أهم الشخصيات التاريخية التي اختارتها فرنسا في عام 2021 بالتنسيق مع رؤساء البلديات لإطلاق أسمائها على شوارع كبيرة أو مبانٍ عامة، وتعتبر رواية "نجمة" من أهم أعماله بلا منازع، وقد صدرت عام 1956م، وتدور أحداث الرواية حول أربعة شبان "مصطفى، لخضر، رشيد، مراد" يقعون في حب نجمة، ابنة جزائرية من أصول فرنسية، أثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر، تقع أحداث الرواية في شرق الجزائر، وتقع معظم الأحداث في المنطقة المحيطة بقسنطينة وعنابة "المشار إليها باسمها الفرنسي بون في النص".

كل شخصية من الشخصيات الذكورية الأربعة لها صلة بنجمة، وتنجذب إليها، وهي في نفس عمر الشخصيات الذكورية ولكنها متزوجة بالفعل "لسوء الحظ"، على الرغم من أنها مبنية على شخص حقيقي، كان ياسين على علاقة به، إلا أن نجمة يُعرفها انها الجزائر، "المرأة الوطن"، تستحضر الرواية أيضًا تاريخ قبيلة الشخصيات، قبيلة كبلوت، ومقاومة عبد القادر الجزائري الأصلية للاستعمار الفرنسي.

نجمة

عندما قاتل الكومبيس - ليونشيو إيفيتا

يُعدّ ليونشيو إيفيتا (1929-1996) أحد أبرز الأصوات الأدبية في غينيا الاستوائية، وروايته "عندما قاتل الكومبيس" المنشورة في 1953، لا تُعتبر فقط أول رواية في البلاد، بل أيضاً من أوائل الدعوات للتحرر من الاستعمار الإسباني.

رغم أن رواية "إيفيتا" لم تحظَ بالتقدير النقدي الواسع الذي ناله لاحقًا روائيون مثل دوناتو ندونغو، إلا أن الجدل الذي أحاط بنشرها يميزها عن غيرها من روايات غينيا الاستوائية، ويكمن جوهر هذا النقاش في سؤال حيّر القراء والنقاد لعقود: هل تُعدّ رواية " كواندو لوس كومبيس لوتشابان"، المكتوبة بالإسبانية والمنشورة في مدريد، دفاعًا مبكرًا عن هويات السكان الأصليين في مواجهة الاستعمار الإسباني في غينيا الاستوائية، أم، على العكس، دفاعًا عن المشروع الاستعماري الإسباني؟

للوهلة الأولى، لا تُجيب حبكة الرواية على هذه التساؤلات، وكما يُشير عنوانها الفرعي، فهي رواية اجتماعية تدور أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر، أبطالها هم عدد من أفراد شعب ندوي "المعروفين أيضًا باسم كومبي"، الذين يحتكون ويصطدمون بالمصالح الاستعمارية الأمريكية والإسبانية على ساحل غينيا الاستوائية، ثم يواجهون تهديدًا أشدّ خطورة: طائفة محلية تمتلك قوى خارقة، كان إيفيتا نفسه من شعب ندوي، وتُصوّر روايته كيف أُجبر شعبه، المُمثَّل طوال الرواية باسم كومبي، على التحالف مع القوى الاستعمارية الموجودة في بيئتهم، وقد عقدوا تحالفات مع كلٍّ من المُبشّرين المشيخيين الأمريكيين، الأخ خوان وزوجته الآنسة ليونا، والمستعمرين الإسبان التقليديين، كارلوس ومارتن.

عندما قاتل الكومبيس