عثر علماء الآثار على أكثر من 200 قطعة برونزية قديمة فى وسط يوتلاند بالدنمارك، يُعتقد أنها صُنعت في مناطق جبال الألب خلال القرن السادس قبل الميلاد، ويلقي هذا الاكتشاف ضوءًا جديدًا على التجارة لمسافات طويلة والتواصل الثقافي في أوروبا ما قبل التاريخ، وفقاً لدراسة قادتها عالمة الآثار لويز فيلدينغ من قسم الآثار في متحف فيليموسيرن، وفقا لما نشره موقع greekreporter.
قطع أثرية من القرن السادس قبل الميلاد
القطع الأثرية تشمل
تشمل القطع الأثرية، التي عُثر عليها في مزرعة هاستروب بالقرب من بلدة براندي، لوحات رقيقة مزخرفة، وخواتم، ودبابيس، وأنابيب برونزية، وتُظهر العديد من هذه القطع براعة حرفية مميزة من جبال الألب، وروابط أسلوبية مع ثقافة هالشتات في أوروبا الوسطى.
وقال الباحثون إن هذه القطع لم تُصنع محلياً، بل يُرجح أنها سافرت عبر القارة قبل وصولها إلى الدنمارك، ويربط هذا الاكتشاف بين القطع الأثرية القديمة من جبال الألب ومنطقة الشمال الأوروبي، مُسلطاً الضوء على روابط غير متوقعة بين مجتمعات متباعدة.
تتبع تجارة العصر البرونزي
عُثر على الكنز عام 2019 بواسطة هاوٍ للتنقيب عن المعادن، ثم قام علماء الآثار في المتحف بالتنقيب عنه، ورغم عدم وجود مواد عضوية لتحديد تاريخه، إلا أن التحليل النمطي يُشير إلى أن الكنز يعود إلى أواخر العصر البرونزي في بلدان الشمال الأوروبي، حوالي القرن السادس قبل الميلاد، وقد مثّلت هذه الفترة نقطة تحوّل، إذ فقد البرونز هيمنته وأصبح الحديد أكثر شيوعًا في جميع أنحاء أوروبا.
وأظهرت الاختبارات العلمية التي أجريت على المعدن مزيجًا من مصادر النحاس، بعض القطع مصنوعة من نحاس منخفض الشوائب، بينما احتوت قطع أخرى على عناصر ضئيلة نموذجية لخامات الفهلور.
وتشير هذه الأنماط الكيميائية إلى مناطق تعدين في جبال الألب وحولها، بما في ذلك مناطق جنوبية مثل ترينتينو، وربما سلوفاكيا. ويوحي وجود معادن مختلطة بإعادة تدوير وصهر قطع أثرية قديمة. وقد حدد الباحثون ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة مصادر مختلفة للنحاس استُخدمت في تكوين هذا الكنز.
روابط ثقافية مع الدنمارك
تكشف القطع الأثرية القديمة من جبال الألب عن روابط ثقافية مع الدنمارك، إذ أوضح فيلدينج أن بعض اللوحات والصفائح المعدنية ربما تكون قد صُنعت في نفس الورشة ومن دفعة واحدة من المعدن، ويشير هذا التناسق، إلى جانب تقنيات التصنيع المشتركة، إلى أن هذه القطع كانت جزءًا من أزياء أو معدات متناسقة، ربما للاستخدام الاحتفالي.
وقالت إن الأسلوب والتصميم، وخاصة استخدام المشابك على الجزء الخلفي من اللوحات، لا يشبه أي شيء موجود في منطقة الشمال، ربما كانت هذه الحلي جزءًا من زيّ طقوسي نسائي أو استُخدمت في تجهيزات الخيول أو العربات، ويتوافق هذا التفسير مع قطع مماثلة من جبال الألب كانت تُستخدم في أغطية رأس النساء أو في الأزياء الاحتفالية.
تقدم الدراسة المنشورة في "مجلة العلوم الأثرية"، أدلة جديدة على التواصل الثقافي بين أوروبا الوسطى واسكندنافيا، كما أنها توفر نظرة ثاقبة على تحولات شبكات التجارة واستخدام الموارد خلال فترة من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الواسعة.

















0 تعليق