دراسة تنفى الاعتقاد السائد حول هوية أول بريطانية من أصول أفريقية

اليوم 7 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشفت دراسة جينية جديدة أن امرأة كان يُعتقد لفترة طويلة أنها "أول بريطانية سمراء" كانت في الواقع بيضاء البشرة ولها أصول محلية من جنوب إنجلترا، وهو ما يقلب أكثر من عقد من التصور العام، وفقا لما نشره موقع صحيفة greekreporter اليونانية.

ولسنوات اعتقد العلماء أن المرأة المعروفة باسم امرأة بيتشي هيد أتت من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وقد تم اكتشاف رفاتها بالقرب من منحدرات بيتشي هيد في شرق ساسكس، وقُدِّمت على نطاق واسع كدليل مبكر على الوجود الأفريقي في بريطانيا الرومانية وقد تم تصحيح هذا الرأي الآن من خلال تحليل الحمض النووي الجديد من متحف التاريخ الطبيعي وكلية لندن الجامعية، والذي أظهر أن لها صلات جينية بالبريطانيين المحليين في العصر الروماني.

وروّج الباحثون في البداية بثقة لأصولها الأفريقية، أُعيد بناء جمجمتها وعُرضت بملامح داكنة، ووُضعت لوحة تذكارية في نادٍ محلي للكريكيت احتفاءً بها كشخصية من التراث الأفريقي، إلا أن فحوصات الحمض النووي المتقدمة كشفت الآن أنها على الأرجح كانت ذات عيون زرقاء وشعر فاتح ولون بشرة متوسط.

 

دراسة جينية تتحدى إعادة بناء الوجه السابقة

أكدت دراسة جديدة، نُشرت في مجلة العلوم الأثرية أن الاستنتاجات السابقة بشأن أصول المرأة من جنوب الصحراء الكبرى كانت خاطئة، وقال الباحث الرئيسي، الدكتور ويليام مارش، إن الحمض النووي للمرأة يتطابق بشكل كبير مع حمض نووي لأفراد آخرين من المناطق الريفية في بريطانيا الرومانية، دون وجود أي دليل على أصول أفريقية حديثة، وقد استخدم التحليل تقنيات الحمض النووي القديم عالية الجودة، والتي لم تكن متاحة خلال الفحوصات السابقة.

وأُعيد اكتشاف رفاتها لأول مرة في عام 2012 في قاعة مدينة إيستبورن، حيث كانت محفوظة في صندوق يشير إلى أنها نُقّبت في الأصل في الخمسينيات من القرن الماضي، في ذلك الوقت، أدت حالة الهيكل العظمي المحفوظة جيدًا إلى إعادة بناء الوجه من قبل البروفيسورة كارولين ويلكنسون من جامعة دندي، والتي دعم تقييمها، إلى جانب اثنين من المتخصصين الآخرين، نظرية الأصل الأفريقي.

بدأ هذا التفسير بالتغير في عام 2017 عندما أشارت بيانات جينية غير منشورة إلى أنها ربما تكون قد أتت من منطقة البحر الأبيض المتوسط، وربما من قبرص،  وتوضح أحدث النتائج الآن أن أصلها محلي في بريطانيا، حيث أكد الباحثون أنها على الأرجح عاشت ونشأت في منطقة إيستبورن.

 

إعادة النظر في هوية أول بريطاني أسود

يُشير التأريخ بالكربون المشع إلى أن وفاتها حدثت بين عامي 129 و311 ميلاديًا خلال الاحتلال الروماني، وقُدّر عمرها بين 18 و25 عامًا، وكان طولها يزيد قليلًا عن 145 سم. ويُشير جرحٌ مُلتئم في ساقها إلى أنها نجت من إصابة بالغة، كما يُظهر تحليل العظام نظامًا غذائيًا غنيًا بالمأكولات البحرية.

وقالت الدكتورة سيلينا بريس، المشاركة في تأليف الدراسة إن الفهم العلمي يتطور مع التكنولوجيا، وأشارت إلى أن التقدم في أبحاث الحمض النووي خلال العقد الماضي مكّن من تقديم صورة أكثر دقة عن حقيقة هذه المرأة.

وعلى الرغم من عدم العثور على موقع دفن أو مقتنيات جنائزية، يعتقد الباحثون أنها ربما كانت تتمتع بمكانة اجتماعية، وربما كانت مرتبطة بفيلا رومانية أو بشبكات تجارية في المنطقة ويدعم هذا الاعتقاد عدم وجود أي علامات جسدية تدل على عملها.

أخبار ذات صلة

0 تعليق