درست التنويم الإيحائى بسبب توأم روحى والفيلم مسك ختام مسيرة رجاء الجداوى

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عملى مع المخرج عثمان أبولبن للمرة الثانية لا يعنى احتكارنا لبعض

 

بقلم منمق ومرادفات جزلة، تغوص الكاتبة أمانى التونسى، فى طبيعة النفس البشرية، وتعبر عنها بأدواتها، أبطالها قصصها من الواقع فهى لا تلجأ للاقتباس فى أعمالها، لأنها ترى أن بلادها تصطف على أرصفتها ملايين القصص والحكايات التى تحتاج لتسليط عدستها عليها.

 

قدمت التونسى، الرومانسية فى فيلم «توأم روحى» بشكل مغاير عن الشكل التقليدى الذى تم تقديمه فى السابق، إذ لمست الخط النفسى مع الرومانسى، فى سياق حوار يجمع بين العمق والسلاسة، يقود المشاهد لمتابعة الكلمات والأحداث بلهفة الفضول والحيرة، متسلحة بأدواتها النفسية والإبداعية.

لم يكن «توأم روحى» العمل الأول الذى يضع أمانى التونسى فى دائرة الاهتمام من جانب النقاد والجمهور، فقد استطاعت من خلال أعمالها السابقة الناجحة «قصة حب»، و«بين بحرين» أن تشيد جسوراً من الثقة بينها وبين الجمهور بأنه أمام عمل قوى يستحق المشاهدة.

سألتها فى البداية.. كيف تلقيتِ ردود الفعل التى جاءتك عن فيلم «توأم روحى»؟

أحصد ردود فعل المشاهدين من خلال «السوشيال ميديا»، وسعيدة جداً بها، جميعها فاقت توقعاتى، رغم أن النجاح كان متوقعا لتواجد مخرج بقيمة عثمان أبولبن، وفنانين بحجم حسن الرداد وأمينة خليل، وعائشة بن أحمد، إلى جانب أن الفكرة جديدة ومختلفة.

 ما الرسائل الضمنية التى يحملها فيلم «توأم روحى»؟

 الفيلم ملىء بالرسائل الهامة، لعل أهمها فلسفة الرضا، والنتائج المترتبة على عناد القدر.

فى مشهد أمينة خليل وهى تخطره بأن يذهب لمواصله حياته بدونها بعدما تفرقت طرقهما وأصبح كل منهما فى عالم بعيد عن الآخر.. هل أردتِ أن تقولي من وراء هذا المشهد أن الحب لا يعرف الأنانية؟

* هل استعنتِ بأطباء نفسيين خلال تصوير الفيلم خاصة

فى مشاهد «التنويم الإيحائى»؟

درست «التنويم الإيحائى» خصيصا لكتابة هذا الفيلم، واطلعت على طريقة تعامل الأطباء النفسيين مع المرضى، فكل حركة وإيماءة كانت تقوم بها الطبيبة النفسية التى كانت تجسدها الفنانة الكبيرة الراحلة «رجاء الجداوى» مدروسة، كما استعنت بالدكتورة هناء رضوان التى جمعتها جلسات عمل مع الجداوى للوقوف على تفاصيل الشخصية ومساعدتها فى التحضير لها.

 لم يمهل القدر رجاء الجداوى مشاهدة الفيلم.. هل لكِ أن تروى لنا كواليس ترشيحها للعمل؟

 رجاء حالة فنية خاصة، ومبسوطة بمشاركتها، لأنها قدمت دورا جديدا عليها، ليكون مسك ختام لمسيرتها السينمائية الطويلة التى تمتد لأكثر من 60 عاما، فهى فنانة جميلة وروحها أجمل، كان كلها طاقة إيجابية وحيوية، كان نفسنا تكون موجودة معنا وتحصد نجاحها بنفسها لكنه القدر.

النفس البشرية غنية بالتعقيدات والمشاعر.. كيف عبرتِ عنها فى أفلامك «توأم روحى» و«بين بحرين»؟

أولاً أنا أستاذ، أدرس مادة التلقى فى الدراما بكلية الآداب قسم علم النفس بجامعة القاهرة، كما أننى متميزة فى الكتابة عن النفس البشرية لأننى أقرأ كثيرا عنها ومهتمة بها.

 «توأم روحى» هو التعاون الثانى مع المخرج عثمان أبولبن.. ما سر الكيمياء بينكما؟

توقيت عرض الفيلم جاء بالتزامن مع أحداث فيروس كورونا هل ترينها مخاطرة؟

بالتأكيد عرض الفيلم فى هذا التوقيت كان مخاطرة كبيرة، تُحسب لمنتج العمل أحمد السبكى، ولكن بفضل الله لم يضيع مجهودنا هباءً، فقد استطاع الفيلم حتى الآن أن يحقق أرقاما قياسية فى شباك التذاكر رغم نسبة

الاشغال الضئيلة الـ25%، كما اننا محظوظون لأن لا يوجد أفلام منافسة كثيرا فى السوق سوى فيلم «الغسالة» حتى لا تؤثر على نسبة الاشغال الضعيفة.

 ولماذا لم تتجهوا للمنصات الإلكترونية مثلما فعل صُناع فيلم «صاحب المقام»؟

 لأن الفيلم كان مرتبا له فى الأساس أن يُعرض سينمائيا، لم نفكر فى ذلك، أخذنا الخطوة وتوكلنا على الله.

تطرقتِ لقضايا المرأة فى بداياتك السينمائية فى فيلم «بين بحرين».. لماذا تخليتِ عنها بسهولة؟

 لم أتخل عن المرأة، فى فيلم «توأم روحى» أناقش قضية مهمة للمرأة أيضا، من باب الحب، ليس بالضرورة أناقش قضية عن المرأة أن تكون مقهورة، مشاعرها أيضا تحتاج الضوء للتسليط عليها.

بدأتِ كسيناريست مع الكاتبة مريم نعوم فى فيلم «بين بحرين».. كيف بدأ التعاون بينكما؟

 أولا «بين بحرين» ليس العمل الأول لى، أول عمل كان فيلم «قصة حب»، ثم وجدت المخرجة مريم نعوم ترشحنى لكتابة سيناريو فيلم «بين بحرين»، حيث كلفتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة بتنفيذه، وجاء ترشيحها لعملها بأننى مهتمة بقضايا المرأة، خاصة أننى كان لدى مؤلفات فى السوق عن المرأة منها «أمانى بنت من ميدان التحرير»، و«الحالة الاجتماعية مطلقة»، واستغرق العمل بيننا عاماً كاملاً إلى أن انتهينا منه.

الفيلم كان نتاج تعاون مشترك بين المجلس الوطنى للمرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وحصد ٥ جوائز سيناريو وحوار، منها جائزة مهرجان المرأة فى أسوان وبروكلين.

هل ترين أن المرأة هى الأقدر للتعبير عن قضاياها؟

ليس بالضرورة، ولكن الفكرة تكون أعمق عندما تكتبها سيدة من داخل الأحداث أو المطبخ كما يُقال، ولكن هذا لا يمنع أن هناك كتابا كبارا عبروا عن مشاعر المرأة ومشاكلها بشكل عميق مثل الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعى.

 قصة اقتحامك بمجال الكتابة مليئة بالقفزات والعراقيل.. ما الدرس الذى خرجتِ منه؟

إن الانسان لا يأخذ برأى واحد وإنما 10 على الأقل، فى بداية عملى فى مجال الكتابة، ذهبت إلى إحدى المجلات للعمل فى مجال التصميم، وحاولت الكتابة فى المجلة، إلا أن رئيسة التحرير، وقتها، لم توافق على ذلك، لأنها اعتقدت أنى لا أجيد الكتابة، وكان ذلك سبباً فى إحباطى وابتعادى عن كتابة أى شىء لعدة سنوات، إلى أن تركت العمل بالمجلة عام ٢٠٠٧، وفى عام ٢٠٠٨ أسست أول إذاعة إلكترونية للبنات فى العالم العربى، وكانت فكرتها فى ذلك الوقت، ولكن استطعنا أن نصل لأكبر شريحة من الجمهور، وحصلت على عدة جوائز دولية، من بينها جائزة الاتحاد الأوروبى لأفضل مشروع شبابى بالشرق الأوسط، ثم قمت بتأسيس دار نشر «شباب بوكس» لتشجيع الشباب على الكتابة وطباعة مؤلفاتهم، وحينها قررت أعود إليه مرة أخرى، أصدرت كتاب اسمه «الحالة الاجتماعية مطلقة» وذهبت به للأستاذ جلال عامر، رحمه الله عليه، وأشاد به، ومنحنى الثقة بنفسى لاستكمال المشوار.

 

0 تعليق